28/06/2010

عن الخط العربي


الإبداع في الخط العربي

بحث نظري

تأليف : حمّاد يوجيل
لوحة الغلاف : اليزيد خرباش

 
طبع : مطابع الأنوار المغاربية * وجدة
تاريخ الطبع : 2009

لقطات تشكيلية من بركان



© Yamal
من معرض جماعي اختُتم يوم : 27.06.2010
أقامته مجموعة من فناني مدينة بركان مع جمعية أبركان للثقافة والتراث محاذاة بناية البلدية، تكريماً للفنّانة زكية مركَوم
...
تحية من البستان الشرقي إلى منظمي هذا المعرض الهامّ، و إلى الفنّانين كلّهم

24/06/2010

الهوى


أمسك آلة التصوير وأرسلها على كتفه ، قابضا حزامها بفخر وخيلاء .يمشي بتؤدة وهو يشعر بثقلها على جنبه الأيسر . لم تكن تؤلمه

مر بمقهى الليل والنهار في كبرياء . كان هناك أناس يجلسون لينتظروا شيئا ما : امرأة أو صديقاً . ومر على بائع السجائر فاشترى سيجارة . وفكر في أن يتناول أكلة البيض . سيلتهمها التهاما ويقف قبالة المرآة متأملا وجهه الذي ينز عرقاً والآلة لا تفارق كتفه

في الضفة المقابلة للمقهى شجرة ذهبت عنها أوراقها ، وبقيت أغصانها مذعورة تكاد تصل إلى نافذة البنت التي يحبها العسكري

العسكري أخذ إجازات كثيرة ، وجلس طوال اليوم يرقب البنت التي صارت تشبه عوداً من تلك العيدان المذعورة . اشترى الكأس والزجاجة ثم نزل إلى البحر يبغي الأمان الأمان . هناك شرب وبكى ، وبكى وشرب ، والليل باسط أهواله ، والبحر باسط أمواجه حتى أخذته غفوة ، فابتلت ثيابه وعاد خائباً لا يلوي على شيء .قال إن عليه أن يلقط صورة للشجرة الخلية من الأغصان دون أن يصيب النافذة فيعطيها العسكري الذي سيذهب عقله . وقف جنبها وقرّب العدسة إلى عينه اليمنى ثم أغمض عينه اليسرى . وأمال رأسه إلى خلف حتى آلمه عنقه . رآه أطفال فتحلقوا حوله يتطلعون إلى أعلى الشجرة . ولما أطلت البنت المصابة بالكآبة بصقت . والريح طيّرت بصقتها فتناثرت في الهواء . وعندها أبعد الآلة عن عينه اليمنى . صاح العسكري : حرام يا بنت

ولما رأى ما حدث قال في نفسه
( البنت لا تحب أحدا )

وعزم على أن يريح نفسه من عذاب بنت حزينة

ـ ألم تجد غير هذه الشجرة ؟

 ـ من ؟  
(لحظة صمت)

 

صورة من أسفل . سيبدو كل شيء مقلوباً . وأمال رأسه ثانية . رفع الآلة إلى أعلى ، ثم حط العدسة على عينه اليمنى ببطء شديد . البنت تبدو مثل عصفور حط على الغصن . مثل نهر جف وسمكة في قعره تحتضر في ذعر . ظن العسكري أنه لا محالة ساقط فجرى إليه . وقف خلفه وشد وسطه بكلتا يديه . عندها صاح المصور : هذه أجمل صورة ألقطها .آه ، ما أجملها ، ما أجملها

في نهاية الطريق كان الشرطي يلعن

ـ هذا ممنوع..ممنوع

وانفتح باب ، فخرجت منه امرأة . ناولته زجاجة ماء ، فطفق يعبه عبّاً دون أن تفارق
عيناه ساقيها المعروقين
 
الحسن بنمونة
الداخلة  1994
 
**
 
 
القاص الحسن بنمونة
الدار البيضاء 21.06.2010

© Yamal

21/06/2010

عن أمازيغية بني يزناسن و الريف و صنهاجة السراير


Etude sur les dialèctes Berbères
des Beni Iznassen,
du Rif et des Senhaja de Sraïr
Grammaire, Textes & lexique
A. Renisio
Interprète-Capitaine

Publications de l'Institut des Hautes-Etudes Marocaines
Tome XXII

Paris - Editions Ernest Leroux
1932
دراسة عن اللهجات البربرية
 لبني يزناسن و الريف و صنهاجة السراير
نحو و نصوص و معجم

دراسة رائدة أعدّها  أ. رونيزيو ، و هو أحد المترجمين العسكريين الكولونياليين، عن أمازيغية كلّ من بني يزناسن و الريف و صنهاجة السراير . مع متن من حكايات و أمثال و أشعار أمازيغية مترجمة إلى الفرنسية
...
لمزيد من الاطلاع يُرجى النقر على الوصلة أسفل كلّ صورة من الصور التالية

Aghbal Beni Znassen أغبال بني يزناسن
© Yamal

 
Reggada عين الرقادة
© Yamal

16/06/2010

علامات العدد : 33

المحتويات

العدد : 33  * 2010

محور العدد : قضايا في النقد الأدبي

سياق الجملة و سياقات النص . الفهم و التأويل * سعيد بنكَراد
كونية الأدب . هانس جورج روبريخت * ترجمة : أحمد الفوحي
الحد بين النص و الخطاب * ربيعة العربي
من النقد المونولوجي إلى النقد الحواري * العياشي ادراوي

*****

الرواية العراقية الجديدة . المنفى، الهوية، اليوتوبيا * عبد الله إبراهيم
القيمة الإيديولوجية في الرواية العربية . مدينة الشموس الدافئة لمحمد الباردي مثالاً * محي الدين حمدي
رمزية الاشتهاء .. أسطرة الجسد . قراءة في رواية سيدة البيت العالي لمحمد الخالدي * نزيهة الخليفي
الموروث و التاريخ . علاقة ملتبسة .. ميشال نارسي * ترجمة : جمال حيمر
غواية الفوتوغرافيا الإشهارية . حدود الطبيعي و الثقافي * جعفر عاقيل
الماء أو بلاغة الممكن * سعيد بوخليط
الحكاية الشعبية في الشعر الأمازيغي الحديث * فؤاد أزروال
ضوابط الفعل التواصلي التربوي في السياق المغربي * عبد الجليل أميم
تداخل الفضاء و الموضوع في مسرحية نهاية اللعبة لصمويل بيكيت * إدريس الرضواني

14/06/2010

عن المغرب و إسبانيا



جنوبي طريفة
المغرب و إسبانيا : سوء تفاهم تاريخي

تأليف : ألفونسو ذي لا سيرنا


دار أبي رقراق للطباعة و النشر * الرباط

ط 1 * 2008
 
**
Al sur de Tarifa.
Marruecos-Espana : un malentindo historico
Alfonso De la Serna (1922-2006)

11/06/2010

صفحات من تاريخ جيش التحرير المغربي

صفحات من تاريخ جيش التحرير المغربي
بنعبد الله الوكَوتي

إعداد
محمد خليدي
حميد خباش

على صورة الغلاف

  جنود من جيش التحرير بجبال بني يزناسن

منشورات إفريقيا
الإيداع القانوني 
 1450/99

10/06/2010

شطحات المنفى

Le passeport الباسبور الأخضر

في شوارع الهجرة يسكن القلق، من نوافذها يطل وجه لا يحب النظر إلى المرآة، يترقب الليل، يدفن في عتمته الغضب، بالنصف : دومي .. بالسجائر المتوالية.. بالأقراص المنومة يتعلم كيف ينسى. توقظ الوسادة الأسئلة الحرجة ،تفتح الاسترتيجة البعيدة، يفضل الرجاء ويخاف المبادرة، فيزيد القلق

في غرف الهجرة تنزوي أنت ذاتا مبتورة ،تجلس على إحدى كراسيها.. تتفرج على الذوات الوافدة، لاتعطي المفتاح ولا تمانع من يدخل. تُحيي، تهادن . يقع التحول في الجذر.. تشعر، تؤثث في الغرف صورا للكبار والعجزة، فتطل على الماضي .. تستأنس .. تحتمي في الصبابة ويسير الزمن

في شوارع الهجرة ، تائهة تسعى الأيدي الخائبة في الأرزاق . تخلق الأمل في سكة السراب، توزع الحظوظ على نقر الكؤوس وفراغ القنينات. تزوج العزاب بالكأس الأخيرة
ـ فأل من تصيبه جديد كأس القنينة، أو جرعتها الأخيرة
ـ ستصيبك ريحها قبل السنة و تتزوج  فقانون الكأس لا يكذب
يقول الندامى في حال الرفث
تلقى القنينة في القمامة، تصطف بجانبها أماني السهرة. يتبخر الأمل، يتجدد مع تجدد الجلسات
من وراء سباق الجياد تجري الأيدي الخائبة في الأرزاق، تستدرك فرص الرزق التائه، تغرق في حوافرها. تساهم في تجديد الإسطبل وشق مسافات جديدة خضراء، تتبارى عليها الجياد في سباقاتهم
في الأسئلة تغرق الحيرة
التيه: افعل هذا لمحاربة القلق وخلق فرص للفوز؛ هو الأمل المفتوح على باب المفاجأة فلا تغلقها في وجهي
الصورة الموشومة : واقف عند حدود سيارة وعمارة أطفئ بها عطش أحلامي
اليقظة : دخيل عليك هذا يا عمرو
تتكرر التجارب، تُظهر الأخطاء، تتوسع شوارع التيه، يتداركها بساط الشيخوخة هاجمة، يكون التطهر بسبع جمرات حافزا على التوقف. ويستمر الطريق عند البعض 
الزمن يؤرخ للجيل والجيل الآخر
تتوسع الهوة أكثر فأكثر بين العلامة ومدلولها، تدرك سكة المحراث كيف تخط خريطتها. تتوسع أفخاذ الدلالة، تفتح الأرض بطنها لنقرات رمح المقلب، يداعب أحشاءها، يبحث عن الصلب، عن الغرق، يقذف بذوره على زعيق صكات الرعشة، فيولد الجديد، جديد السيد   أنتجري
تتغيرمعه نظرة الأشياء . تتساءل العلامة عن توسع الدلالة، يخبر صوت الراي
 ـ فالمحراث هو الأقوى والمعول زمانه قد ولّى
تتدارك أنغام ناي الدرويش شادية
ـ تتشابك الأعراق تختلف الثقافات وتبقى الأرض وطنا واحدا لكل التنوعات
نحن بخير ولا يخصنا سوى النظر في وجهكم العزيز

مهجريات
مصطفى شعبان
 كاتب مغربي مقيم في باريس

09/06/2010

الجرذان

الجرذان
رواية
تأليف  : يحيى بوزغود
لوحة الغلاف :      لخضر حمزاوي
المطبعة  مؤسسة النخلة للكتاب  وجدة
ط 2 - 2007

05/06/2010

تاريخ مدينة وجدة

تاريخ مدينة وجدة : من التأسيس إلى سنة 1830 م

مارية دادي

 جزءان
الناشر  كلية الآداب و العلوم الإنسانية  
 جامعة محمدالأول - وجدة

سلسلة بحوث و دراسات 29
الطبعة 1 - 2004

السحب مطبعة شمس - وجدة

03/06/2010

الحضور البيبليوغرافي في ديوان " الكصبة والطير" - للشاعر الزجال أحمد اليعقوبي

على سبيل التقديم

2009الكصبة والطير ديوان زجلي من الحجم المتوسط، صدر في طبعته الأولى سنة  
  عن مطبعة تريفة بمدينة بركان، يضم بين دفتيه ثمانية وثلاثين نصا زجليا ما بين الطويل والقصير والمتوسط، توزعت على طول الفضاء الورقي للكتاب البالغ ستا وتسعين صفحة. تعود حقوق تأليف الديوان وطبعه للمبدع أحمد اليعقوبي سليل مدينة بركان، وشقيق أحد اكبر صناع القصيدة البدوية المرحوم الشيخ علي التينساني صاحب رائعة  " لوكان الباسبور عندي"  في نسختها الأولى تأليفا وأداء

يعد ديوان "الكصبة والطير" إحياء لتراث شفهي أصيل، ومواصلة للمسير الإبداعي الذي شق طريقه شيوخ المنطقة : المرحومان الشيخ علي التينساني  و الشيخ محمد اليونسي ، و الشيخ أحمد ليو اللؤلؤة المتبقية من هذا العقد... الذين أكدوا أحقية هذا الموروث الثقافي في الدراسة والعناية باعتباره أدبا يمثل ذاكرة أمة. لقد اقتفى الشاعر أحمد اليعقوبي أثر هؤلاء جميعهم، ونهل من معينهم الثر في إبداع نصوص ديوانه خصوصا ما تعلق منها بالجانب الإيقاعي، مع لمسة واضحة - طبعا – للشاعر على المستويين الموضوعي واللفظي اللذين أبدى فيهما تأثرا واضحا بالظاهرة الغيوانية، فكان الجمع بين تراث المشيخة بالمنطقة الشرقية من المغرب، والظاهرة الغيوانية التي تلألأ نجمها داخل المغرب وخارجه سنوات السبعين أهم سمات هذا الديوان
  عتبة العنونة

إن أول ما يستوقف المتصفح لهذا الديوان هو عنوانه "الكصبة والطير" وهو عنوان استقى الشاعر ألفاظه من قاموس عامي شعبي، مما استوجب وضعه في دائرة الضوء تفاديا لكل تعويم مصطلحي يمكن أن يزيغ بالقارئ عن الفهم الصحيح؛ لان اللفظ حينما يتعلق بلغة الزجل العامية يخضع للمتحكمات الجغرافية، فنجد مصطلحات خاصة ليس لها استعمال إلا داخل فضاء جغرافي محدود وإن استعملت خارجه فهي تفيد معان أخرى مغايرة

لقد كان الشاعر أكثر نباهة لهذا الأمر وهو ينسج خيوط هذه العتبة، فكان أن جعل اللفظين المركبين للعنوان أقرب إلى الفصحى. ف " الكصبة" تعني القصبة وأما "الطير" فهو الطائر، غير أن هذا الوضوح اللفظي لا ينبغي أن يحجب نظر القارئ عن طلب عمق المعنى و تبين بعد الدلالة، أو يثنيه عن إثارة بعض الأسئلة المفصلية

فعن أي قصبة يتحدث الشاعر؟ وأي طائر يقصد؟ وما الخبر المفترض لهذا الابتداء المركب تركيبا عطفيا؟...تلكم هي مجموع الأسئلة المنهجية التي بإمكانها أن تسبر أغوار هذا العنوان وتميط عنه الحجب

يمكن التمييز بين نوعين اثنين من العناوين: عناوين موضٌحة للمتن، بمعنى أن المتن يقرأ في ضوئها، وأخرى لا تتكشف إلا بعد النزول إلى عمق النص، ولعل عنوان "الكصبة والطير" من النوع الثاني، إذ إننا نجده مجتثا من أولى قصائد الديوان الموسومة ب "طير يا طيري" وفيها يقول الشاعر

الكصبة والطير أو يا صحاب العود * يفاجيو همومي يا صحاب الراي 1   

وفي هذا البيت نضع الإصبع على الخبر الذي غيب في العنوان وهو قوله: (يفاجيو اهمومي) ولعل إسناد تنفيس الكرب والترويح عن النفس إلى القصبة، يقتضي أن تكون قصبة من نوع خاص، قصبة تطرب و تلهم و تبعد الأشجان، إنها آلة موسيقية هوائية خاصة بالشرق المغربي والغرب الجزائري منها: الخماسي والرباعي والثلاثي. ويتضح هذا المعنى أكثر في قوله

 كصب يا كصاب وانغم بالميزان)  2)

و "الكصاب" هو العازف على آلة القصبة، يطلب منه الشاعر أن يعزف "كَصبْ"باتقان ومهارة محترما بذلك الوزن باعتباره جوهر القول في القصيدة البدوية. ولاشك في أن هذا الأمر الطلبي في كلمتي "كصب" و "انغم" لم يرد اعتباطا وإنما يتغيا الشاعر من خلاله وخز ذاكرتنا وتنبيهنا إلى الأصوات الرديئة المحسوبة على التراث المحليء المدعمة طبعا من قبل السماسرة والتي أساءت إلى ما هو أصيل، فأصبحت صورته السائدة، وهو براء منها

أما "الطير" فلا إخاله إلا شيطان الشاعر وملهم قوافيه ومحرك خياله الشعري أو هو تلك الأنا الشعرية الطليقة المتحررة من القيود والسابحة في سماء النغم الأصيل والكلمة الملتزمة، وهذا ما نستجلبه من قوله

ارفعني يا صاح حتى نلحك لطيار)  3 )

 
 تجليات البيبليوغرافيا في الديوان

لم يعد الحديث عن أهمية البيبليوغرافيا - في نظري - ذا جدوى، ولم يعد الدرس البيبليوغرافي المغربي في حاجة لمن ينافح عنه، فكثير ممن أداروا وجوههم لها، وجدوا أنفسهم مدفوعين إلى بابها، يستجدون نفعها ويطلبون نداها. كما أن البحث البيبليوغرافي لم يعد مقصورا على ذوي الاختصاص من البيبليوغرافيين، ولم يبق حبيس المصنفات البيبليوغرافية، وإنما تعداها إلى مؤلفات أخرى لم تأخذ على عاتقها هذا الهم، و ربما لم تييت له نية البحث، فكان أن وجدناها حاضرة في مؤلفات مسرحية من قبيل : الحركة المسرحية بطنجة لرضوان احدادو، و الجركة المسرحية بوجدة من التأسيس إلى الحداثة لمصطفى رمضاني ، و المسرح الهاوي بفاس للمهدي الودغيري ...هذا فضلا عما توليه البحوث الأكاديمية وغبرها من أهمية قصوى للجانب البيبليوغرافي فتخصص له حيزا مهما من صفحاتها، تذيل به تآليفها. وقد انتقلت عدوى البيبليوغرافيا إلى الإبداع كما نجد في ديوان "الكصبة والطير" الذي احتفى بالدرس البيبليوغرافي المغربي على طريقته الخاصة، وذلك في إحدى أطول قصائده الموسومة ب "نْواور أبركان" وهي قصيدة تعتبر قمة في النضج سواء من حيث النظم أم اللفظ أم المعنى. ويظهر من خلال الهامش المحيل على العنوان أن الأمر يتعلق بنوع خاص من البيبليوغرافيا وهي البيبليوغرافيا الإقليمية، إذ إن الشاعر تصدى لكل مثقفي المدينة وفنانيها على اختلاف تخصصاتهم ومجالات إبداعاتهم منهم من مايزال قلمه سيالا ومنهم من لاقى ربه، يقول : ("نواور أبركان" نص زجلي يتضمن أسماء ينحدر أصحابها من جهة أبركان وهم من المثقفين والمبدعين الذين لهم اهتمامات في مختلف مناحي المعرفة: اقتصاد، فكر، أدب، فن، سينما، فولكلور... بعضهم له إصدارات، وبعضهم له أعمال مازالت لم تطبع بعد... 4  

استهل الشاعر نصه الزجلي هذا بمقدمة طويلة قبل أن يصل إلى الجانب البيبليوغرافي الذي يشكل متنها، تغنى فيها ببهاء إقليم بركان معقل قبائل بني يزناسن المجاهدة، وما يزخر به من مكونات طبيعية روعة في الجمال، فهو يجمع بين السهل والجبل والبحر، وهي مكونات جعلت من هذا الإقليم فسيفساء طبيعيا من الحسن الأخاذ، حسن وجد فيه الشاعر مرتعا خصبا للإلهام والإبداع، كما حدد الشاعر في هذه المقدمة أهداف هذا التأليف ودواعيه التي لخصها في رد الاعتبار للمثقف المحلي وإخراجه من دائرة الظل، وهو بذلك ينكر على القائمين على الشأن الثقافي المحلي إهمالهم لمثقفي الإقليم في الملتقيات الثقافية، وربما ازدراؤهم والاستخفاف بهم عملا بالمثل المشهور" مطرب الحي لا يطرب" غير أن الشاعر كان له نظر آخر فدعا إلى تصحيح المفاهيم وإعادة النطر في المقومات يقول

نَشْرَبْ ونْزِيدْ نْصَبْ اكْرَهْنِي وَلا حَبْ كَصَابي يَطْرَبْ
الحومة والدشرة
كَالوا ما يطرب  نكَول  أنا يطرب  كَصّابي يطرب  
الحومة والدشرة
هنا ولهيهْ يَطربْ   لْهيهْ وَ هْنَا يطرب  والله إِلَى يَطرب
الداخٌلْ وُ بَرٌا  5
لقد كانت قصيدة "نواور أبركان" توثيقية لذاكرة المدينة الثقافية بكل المقاييس، فتم تسجيل أسماء كاملة وعلى سبيل التصريح مثل: اسم المسرحي والفنان التشكيلي عبد الحفيظ مديوني الذي قال فيه

مديوني حفيظ نور وعين فْ غيض صافي ماه يفيض

فهامة وشوارة  6

وأقلام أخرى اكتفى بذكر اسمها العائلي فقط، كما هو شأن المبدع والمنظر والمخرج المسرحي عبد الكريم برشيد الذي أشار إليه الشاعر بقوله

أستاذنا برشيد حكيم واللي يْريد به يَدّي ويـِفيد
كِ اللْويز ذْخيرة  7

وأسماء أخرى جاء ذكرها على سبيل التلميح وما تقتضيه الضرورة الشعرية مومئا كذلك إلى بنات أفكارها، وهذا نموذج من الأبيات التي نظمها الشاعر في حق القاص والروائي محمد العتروس بمناسبة إصدار مجموعته القصصية  قطط تلوك الكلام

مْحَمدْ زاد كتابْ على مشاوشْ لدرابْ نْصَبْ لعقل وْصَابْ
تمضغْ فَ الهَدْرة 8

ورفعا لكل لبس بإمكانه أن يعتري هذه الأسماء، خص الشاعر كل مثقف جاء ذكره في الديوان بهامش يشير فيه إلى الاسم كاملا مع ذكر مجال تخصصه وهذا مثال قوله في المبدع ملوكي سعيد: (ملوكي سعيد: شاعر وروائي باللغة الفرنسية) 9

وبهذا يكون ديوان الكصبة والطير بالإضافة إلى إغنائه للمكتبة المغربية والتجارب الزجلية قد قدم خدمة جليلة للثقافة المغربية والمحلية على وجه الخصوص وذلك من خلال تعريفه بعدد كبير من الأقلام النشيطة لا سيما تلك التي حالت إكراهات الطبع دون إخراج تآليفها إلى حيز الوجود أو تلك التي غيبها القدر المحتوم و ووريت أسماؤها وإبداعاتهاء إن قصدا أو عن غير قصدء الثرى مع جثامينها، ويبقى الغائب الأكبر عن هذه البيبليوغرافيا هو التعريف بأعمال هؤلاء المثقفين، وهذا ليس عيبا يسيء للديوان أو يصيبه بشائبة؛ لأن الأمر لا يتعلق بكتاب نقدي أو مصنف بيبليوغرافي متخصص، يمكنه أن يتسلح بمناهج في الدراسة والبحث، وإنما نحن أمام إبداع له شروطه وخصوصياته، نبهنا إلى ذاكرة مدينة طالها النسيان وبسط لنا أرضية للبحث علينا استكمالها

الأدب المغربي داخل الديوان

يتم الاقتصار هاهنا على الإبداع المغربي بأجناسه الأربعة المطبوع بين دفتي كتاب و بمختلف لغاته، فنستجلي من عمق الديوان ومن بين الأسماء الكثيرة تلك التي سخرت أقلامها للإبداع الأدبي، مضيفين إليها ما دبجته أناملها من تآليف

الشعراء

أحمد عزيزي -  همّ الدنيا (زجل)2008

أحمد اليعقوبي -  الكصبة والطير (زجل) 2009

ثريا أحناش -  مرايا عشتار 2010

الحسين خضراوي -  ديوان الأنين - صدر في أربعة أجزاء
ج3 - 2009
حسن رزوقي -  أوراق مصلوب اشتهى العشق 2010

رشيد اليزناسني -  الغرام في عصر الظلام  1994
عبد الرحمان بوعلي

  أسفار داخل الوطن 1977
 الولد الدائري 1984
 وردة للزمن المستحيل 1984
 ديوان المغرب الشرقي 1995
 تحولات يوسف المغربي 2003
 الأناشيد والمراثي يليه مدن الرماد 2004

عبد العزيز أبو شيار- أوتار النزيف 2010

محمد مكتوب

 تصريحات  1984
 قارئة الكف 1991

محمد ميلود غرافي

 حرائق العشق  2002
 أمضغها علكا أسود 2009

يوسف الطاهري -  يا ما غدا العيد (زجل)  2010
القاصون 

الجيلالي عشي - عصا موسى 2009

الحسن بنمونة - مطعم اللحم البشري يرحب بكم  2009

محمد العتروس

 هذا القادم 1994
 رائحة رجل يحترق 1998
 عناقيد الحزن  2002  
  هلوسات 2002
 قطط تلوك الكلام 2009

مصطفى شعبان - وردة الشاعر2008

الروائيون

عبد الكريم برشيد - غابة الاشارات 1999

عبد المالك المومني - الجناح الهيمان بنبع ركَادة الوسنان 1996

محمد العتروس - أوراق الرماد 2010
مصطفى شعبان

 أمواج الروح 1998
  مرايا  2008

Mellouki said

- la transe
- Les dernier mirages

المسرحيون

عبد الحفيظ مديوني - الورشة 2007
عبد الكريم برشيد

 عطيل والخيل والبارود - سالف لونجة 1977
  امرؤ القيس في باريس (1982)ط 2 و ط3 - 1997
  اسمع يا عبد السمع  1987
  عرس الأطلس  1988
  مرافعات الولد الفصيح   1995
  الدجال والقيامة  1999
 الحكواتي الأخير 2004
 ابن الرومي في مدن الصفيح  2005
  يا ليل يا عين ( موال مسرحي ) 2006

مصطفى رمضاني

  بني قردون 2007
 أطفال البسوس 2010

وهذه الأسماء لا تمثل كل الأقلام المبدعة في هذا المجال، فقد أغفل الشاعر مبدعين آخرين أسهموا بدورهم في النهوض بالأدب المغربي محليا ووطنيا من مثل المرحوم الشاعر قدور الورطاسي صاحب ديوان الحدائق... وآخرون ما يزالون يضخون دماء التجديد في أدبنا المغربي نذكر على سبيل المثال لا الحصر الروائي الواعد عبد الباسط الزخنيني صاحب روايتي الأشقياء و روح شردتها الرياح الفائرة بجائزة القناة الثانية للإبداع الأدبي، وقد نبه الشاعر إلى هذا الأمر في آخر بيت من هذه القصيدة التوثيقية راجيا الصفح ممن لم يذكر اسمه؛ لأن الأمر ينفلت عن إرادته يقول:

و التوقيع احمد  يَسْمَحْ لُه يَقْصَدْ  الى نْسى شي حدْ
العالَمْ بِهْ ادْرى   10
*********


الهوامش من واحد إلى عشرة
 الكصبة و الطير...- أحمد اليعقوبي- مطبعة تريفة- بركان- 2009-ص:8
 المرجع نفسه والصفحة نفسها
 المرجع نفسه والصفحة نفسها
 المرجع نفسه – ص: 35
 المرجع نفسه – ص:38-39
 المرجع نفسه – ص:42
 المرجع نفسه – ص: 42
 المرجع نفسه – ص: 44
 المرجع نفسه – ص: 43
 المرجع نفسه – ص: 54



ذ. محمد رحو

01/06/2010

أوتار النزيف

أنا لا أحنّ إلى ليلي و أقماري * ما عاد يطربني عودي و أوتاري
و كيف أسلو هنا و البيت مغتصبٌ * و لا يحرّكنا ناقوس إنذار
فلتسرقوا أرضي رشّوها بالنّار * فالروح يملكها الخالق الباري
حاصروا غزّا ألقوا قنابلكم * فلن تنالوا بذا عزمي و إصراري

...

من قصيدة مهداة إلى المحاصرين في غزّة
عنوانها : هيهات ننسى
 
من ديوان : أوتار النزيف

 عبد العزيز أبو شيار
ط1 . 2010

شركة مطابع الأنوار المغاربية . وجدة

 
هنيئاً لشاعرنا العزيز بصدور ديوانه الشعريّ الأول، و هنيئاً لنا و لمحبّي الشعر جميعاً