26/05/2012

إكليل السنابل قراءة في المجموعة القصصية الشيخ قارون


ما ان تنتهي من قراءة المجموعة القصصية ( الشيخ قارون ) للكاتب المبدع - أحمد بلكاسم - حتى تراودك  رغبة ملحاحة في العودة اليها من جديد  لاسترجاع حدث شيق أو تأمل عبارة آسرة أو استجلاء أسرار فكرة جميلة، أو فقط للاستمتاع  باستعادة أجواء واحدة أو أكثر من قصص المجموعة الاثني عشر، وما ذلك إلا لما تتميز به هذه المجموعة من جزالة في اللغة و سلاسة في الصياغة و انسياب للسرد، مع بناء قصصي محكم وزوايا نظر فريدة وساحرة في نفس الان .
    و الحق أن الكاتب لا يتركك تشعر بأنك تتابع حياة افتراضية على الورق، وإنما يجعلك تحس و تعيش ما يكتبه لحظة لحظة ، و موقفا موقفا، و حالة حالة ، كما لو أنه لا يستعمل قلما في الكتابة وإنما يلتقط مشاهده و صوره الاجتماعية بكاميرا خفية تحول القارئ الى شريك في المشاهد و الصور، منفعلا بالأحداث و متلبسا بالحضور في ثنايا الوقائع.
    هي اذن قصص من صور و مشاهد لنماذج من البشر ، لحالات و مواقف .. قصص ترى و تعاش، مما يجعلها جديرة بالانتساب الى سلالة ذلك الأدب الأنيق و الرشيق الذي تتناغم فيه عفوية المعاش مع انسياب ماء اللغة رقراقا صافيا في نهر الابداع الأصيل ، وجديرا بمخاطبة كل الأعمار و ملامسة الأوتار الحساسة لكل الفئات.
    مشاهد و صور من الحياة المعيشة ، و الذكريات المستعادة ، تترى أمام عين القارئ ، الواحدة بعد الأخرى حتى يكتمل العدد السعيد لأشهر السنة ..

 فلنقرأ اذا .

                                                      
1

خطيب يدعو التابع و السامع للزهد في الدنيا الملعونة و المطارح المخملية الوتيرة ، مذكرا بسيرة الرسول الحبيب الذي ما شبع أبدا من خبز الشعير، و لا نام إلا على الحصير، بقدمين متورمتين , بينما هو( الخطيب) يسكن الفيلا ، و يركب السيارة الرباعية الدفع، و يعيش في نعيم الخمسة نجوم .

2

الفتية المحتارون في اختيار وسيلة لتزحية الوقت الطويل أيام الصيف و الحر ، فلا يجدون حلا غير منازلة  الأب العجوز،و ياله من أب عجيب ، يتركهم جميعا مجندلين، و هم الفتية المعتدون بقوتهم .

3

المتسول شبيه الأديب العقاد ، و الذي تختلط نداءاته المستجدية بحلول الكلمات المتقاطعة ، يعرف أن الجوع هو السغب ،  و لا نعرف هل هو مخ ....أ م مخبر.

   4                                                            

الفتاة التي تجد اسمها باليا و عتيقا فترغب في استبداله باسم يساير العصر ، دون أن تنسى وضع حبوب منع الحمل في حقيبة يدها. فلكل شيء سبب , و لكل شيء ثمن .

                                                5                                            

الصبي الذي يصنع سيارته من أسلاك النشير و عرى الدلاء و مطاط النعال ،  ثم يتباهى باختراعه بين أبناء الدوار، حتى اذا انتهى شغفه بها قايضها مع شغوف آخر بعصفورة موثقة الساقين.

6

أستاذ التربية التشكيلية الذي يكلف تلامذته برسم الأسد كما شاهدوه ، فيكتشف بأن واحدا من التلاميذ رسم الأسد و هو  يركب سيارة كبيرة و جميلة و يرتدي ثيابا أنيقة و يلوح بيديه , فهل أخفق التلميذ في الرسم؟ و ما الفرق بين أسد و الأسد؟.

7

زبون يفكر في الاسفنجة التي تتبختر راقصة في المقلاة ، و حلاق تتعقب عيناه الشبح المتلفع بالبياض ، شبح المرأة التي ترتدي الحايك ، و تمرق أمام حانوته منتشية بصوت حذائها.

8

تمساح متعجرف أبله يتسلل الى غرفة العانس ليسحق بين فكيه صخرة الانتظار، بينما الأحلام تتبخر كقطرة ندى في جوف الصحراء.

9

صفحة بيضاء... وهاتف عجيب ، أصوات حروب وندوب ، صور وقائع ومواقع ، عظماء بلا أضرحة وشعوب تجر  خيباتها  وأسماء زعمائها..وفي نفسها شيء من حكاية سقوط فرعون القرن الحادي والعشرين..
ينفذ اعتماد البطاقة..ولا تنتهي الحكاية.

10

حكيم يحاول استئصال الورم الخبيث من صدر سقيم، فيكتشف بأن له قلب ملاك ، يدق تسبيحا ويضخ صلاة.

11

الحظ السيء الذي يقود الولد الشغوف بالكتب والمجلات الى حتفه، حين ينفجر الكتاب /اللغم بين يديه.

12

جسد بض..استحم وتوضأ فصلى ثم تضرع حتى صار شعاعا شق برزخ السماء الى الفردوس الأعلى...جسد 
الشهيدة التي اختلطت أشلاؤها بشظايا القنبلة...جسد الشهيدة التي انفجرت في وجه المغتصبين القتلة.

*****

وأنت ما ان  تنتهي من قراءة قصص هذه  المجموعة، حتى  تصبح معنيا بما يفيض عنها من تداعيات في نفسك، تجعلك تولد من كل قصة قرأتها عشرات القصص التي عشتها أو سمعتها من أفواه من عاشوها الى جوارك أو حواليك.
فالشيخ قارون مثلا ليس في النهاية غير نموذج مجتمعي لأولئك المنافقين والوصوليين الذين يمتطون كل الدواب ( سياسة ..دين.. مجتمع مدني) ليقضوا أوطارهم ومصالحهم على حساب السذج الغافلين، وفوق أكتافهم ومن وراء ظهورهم ..انهم كل أولئك الذين يأمرون الناس بالبر والجهر، وينسون أنفسهم ، وإذا كان الشيخ قارون في المجموعة القصصية لأحمد بلكاسم مجرد خطيب يدعو أتباعه للزهد، بينما يرتع هو في بحبوحة العيش الرغيد ،فان له نظائر وأشباها في المجتمع .فالشيخ قارون هو أيضا تلك النسوانية التي تحاضر وتناضل من أجل حقوق النساء في كل المنتديات فإذا عادت الى قواعدها غانمة من الأعطيات، كوت ثم شوت لحم خادمتها بأسياخ الحديد..لقد ناضلت حقا ، ولكن فقط ، لكي تستبدل اسم الخادمة أو (المسخرة) باسم ( المساعدة المنزلية).
وهو أيضا ذلك السياسي اليساري التقدمي الاشتراكي اليميني السلفي الشيوعي الليبرالي الاسلامي الذي يحج  بيت الله ويلبس الجلباب ويجلس على الحصير، يقطر نضالا وجهادا من كل مسام الجسم، حتى اذا أبلس النضال وأفلس الجهاد وانتهى المطاف بالتابع والسامع والمريد والمنخرط الى المعتقل أو المخفر أو تائها في أنفاق الحياة ، عاد هو الى ضيعته ومربط خيله يقرع الكؤوس مع الأهل والأحباب....فلا حصير ولا خبز شعير، ولا سبحة ولا جلباب، وإنما هو كافيار وتشيفاس وسيكار، حتى مطلع النهار.
الشيخ قارون نموذج...حالة معبرة ..ظاهرة.
ومن حسنات أحمد بالكاسم أنه رسم لنا الصورة/ الظاهرة لكل القارونات والبارونات وان اختلفت أحجامهم وألوانهم وأشكالهم.
هذه هي الظواهر الاجتماعية التي تلتقطها عين الكاتب/المصور.وهذا هو  المجتمع الذي يكتب عنه المبدع..مجتمع كباره صغار النفوس وضعاف الضمائر، وصغاره مخترعون بالفطرة وقيض الصيف..مخترعون كبار، تكشف بعضا من عبقريتهم قصة أخرى للكاتب بعنوان ( اختراع )اذ يسترجع السارد  لحظة من طفولته ويستعيد بعضا من الذكريات فإذا به في ورشة الصناعة تحت شجرة التين الوارفة الظلال يحاول أن يتم تركيب أجزاء السيارة التي شرع في اختراعها..لا بد للطفولة من سيارة حتى  تهون عليها حر الصيف..والسيارة تحتاج الى مقود..والطفل لا يمكنه أن يقود سيارة الأمة بلا مقود.
لا بد من من مقود لكي تقاد الأمة..ولا بد من عجلة لكي تتحرك الطفولة.
أحلام أطفال يستشرفون المستقبل تحت ظلال شجرة التين الوارفة..مقود من أسلاك النشير  أو عرى الدلاء لقيادة الأمة، وعجلة من نعال المطاط لكي تسير الطفولة.
أمة الأطفال هذه تسير بأقدام من مطاط ومقود من عرى الدلاء .هل هو وصف للعبة يتسلى بها  الأطفال أم هو وصف لأمة يتلاعب بها الكبار؟؟أمة/ سيارة..أمة الأطفال..لعبة عجلاتها من  مطاط النعال ، وأجزاؤها من صفائح العلب ، ومقاودها من أسلاك النشير..
مجرد تلميح..يتابع الطفل تركيب أجزاء لعبته، ويتوقف الكاتب عن تقريع أمته ، فاللعب عند الطفل جد..جد ساخر سخرية سوداء..ثم كما يحصل دائما في حياة الأطفال / الأمم ، تنهار الأحلام وينتهي الشغف باللعبة ، فيقايضها بعصفورة حلم جديد لا يكاد يفرح به حتى يختفي في بطن قطة شرسة خبيثة ولا يبقى منه الا الريح والريش  ..
قصة( الشيخ قارون) اذن والتي أحسن الكاتب بإطلاق اسمها على كامل المجموعة ، وكذلك قصة (اختراع) ليستا إلا نموذجين لما يمكن أن تولده قصص المجموعة كلها في نفس قارئ متواطئ من تداعيات يستلهم فيها ذاكرته الخاصة وتجربته الفردية ، تداعيات حرة  وبلا قيود، عربون وفاء غير بريء للذاكرة المشتركة بين أبناء المجتمع نفسه..المجتمع الواحد .
ومثل ذلك أيضا هي التداعيات التي تولدها  عند القارئ نفسه ، صيغ التضمين للنص القرآني في أغلب القصص ، فان لم يكن التضمين فالمثل السائر، والإشارة ، والتلميح ...وهلم فنا أسلوبيا رائعا ورقيا بالكتابة يجعلك تستمتع بالوصف والترادف والاستطراد ، ويجعل الأحداث في كل قصة  صورا مرئية ضاجة بالحياة والحركة الى جانب النفس الساخر سخرية مرة  أحيانا وأحيانا سخرية مرحة فرحة تدغدغ مشاعر القارئ دون أن تجرحه ، وتنتزع منه مرة ابتسامة خافتة ومرة ضحكة تكاد تكون عالية.
*******
ثم ان الشيخ قارون قبل هذا وذاك ، من الأعمال الأدبية القليلة التي تفتح الباب واسعا أمام شريحة عمرية ظلت دائما مقصية من التمتع بأطايب الابداع القصصي، وأعني بها فئة الفتيان ، فالشيخ قارون من الأعمال التي ستحبب الابداع القصصي ولا شك لتلامذة الاعدادي والثانوي وتجعلهم يتعرفون على تلك اللذة الغامرة للقراءة، والتي لا يمكن أن تعوضها الفرجة على القنوات أو المواقع التي يبحرون تائهين على يمينها أو شمالها آناء الليل وأطراف النهار.
وأنا في الحقيقة لا أفهم كيف لا تهتم المؤسسات التعليمية بهذا النوع من الأدب، كوسيلة ناجعة لتعويد الفتيان على القراءة ، وكيف لا تسارع الى تشجيعه واقتناء جديده لجعله يتصدر واجهة المكتبات المدرسية ، وقريبا من أيدي التلاميذ وأعينهم وأفئدتهم.
ثم لا أفهم كيف نتباكى في الأخير لكون حظ الواحد منا في القراءة لا يتعدى الست دقائق في السنة ، ونحن لا نعمل شيئا من أجل دعم القراءة ودعم الفئات المعنية بها ، ولا أقصد الكتاب ققط وإنما أيضا الفتية من تلاميذ وتلميذات مؤسساتنا التعليمية.
*****
ثم أما بعد.
فقد استضافنا الكاتب المبدع- أحمد بلكاسم- الى عرس قصصي جميل ، فأكلنا هنيئا وشربنا مريئا وانتشينا طربا ونحن نتابع رقصة الكلمات والحياة، اذ ترسمان على مدى اثني عشر قصة مشاهدا وأحداثا وشخوصا تفوح منها رائحة الأمكنة المألوفة، والذكريات المستعادة ، والأحلام  أو الخيبات المشتركة. فهل يجوز بعد كل هذه المتعة التي تحققت لنامن خلال هذه القراءة/ العرس وهذا السفر الجميل، أن نبحث عن عيوب وهنات كما يفعل أولئك الذين يحضرون الأعراس حتى اذا أكلوا وشبعوا وسكنت أبدانهم عن الشطح ، نفضوا أيدهم من الطعام وأسروا لبعضهم بأن الأكلة ينقصها المرق لكي تصير مستساغة أو بها ملح كلام زيادة.؟؟
أنا شخصيا أقرأ الابداع القصصي بغاية الاستمتاع ، وليس لكي أبحث في ثناياه وبين طياته عن عيوب أو هنات، فما أكثر ما يكون العيب في اللسان/ الناقد وليس في الطعام نفسه أو في اليد التي أعدته.




جمال الدين حريفي

القنيطرة/22-05-2012



السخرية في قصة "زفاف كلب مدلل" للقاص محمد مباركي



يعد القاص محمد مباركي من المبدعين المغاربة الذين بدأت نجومهم تسطع بالتدريج في السنوات الأخيرة. يصور في قصصه الأحداث بنكهة السخرية والتلوين الأسلوبي الكاريكاتوري والإيجاز المكثف بحمولات مرجعية انتقاديه قوامها التهكم والتهجين،  وتوظيف مستويات لغوية مختلفة من أجل خلق نص ساخر يفضح صيرورة التناقض.
كاتبنا المتميز تألق و فاز بجائزة أحسن قصة قصيرة في 2010 في إذاعة بي بي سي إكسترا عن قصته القصيرة " ولد عيشة". كما ألف في نفس السنة مجموعته القصصية"وطن الخبز الأسود" دون نسيان روايته التي اختار لها عنوان"جدار".
قصة "زفاف كلب مدلل" للقاص محمد مباركي تندرج في إطار الحكي العجائبي
يجعلها تلج عالما مفارقا يجمع بين البشر والحيوانات. يستوقفنا العنوان للتأمل لا اعتبارا لبنيته التركيبة ، وإنما لبنيته الدلالية التي تستدعي مسارات مختلفة قابلة للامتلاء الدلالي.
هذه البنية الدلالية تختزل في كلمة"مدلل" التي توحي أن  مالك الكلب دلل ورفه و دلع "حيوانه الأليف" أي يعيش في غنج ويخضع لرغباته.
هذه البنية الدلالية تعتمد على السخرية سواء تعلق بالتعارض بين العوالم الدلالية التي توحي بها البشر والحيوان أو المواربة من خلال مخادعته للقارئ باستعمال التهليل بوصفه الكثيف للعناية الكبيرة التي تمتاز بها الكلاب إلى درجة أنسنة هذه المخلوقات.
لقد وظف القاص مباركي كذلك أساليب أخرى للسخرية فجعلها أداة لانتقاد بعض الظواهر الاجتماعية والأخلاقية كأسلوب التضمين كقوله" أضحك جمهور المصلين و المصليات أكثر من مرة حتى لغا الجميع.."ومن لغا فلا جمعة له". ومن خلال النص للأستاذ مباركي نجد أن السخرية حاضرة وبقوة..وجاءت متنوعة.. معتمدا التوهج والإثارة. إن التوهج والإثارة والتشويق، والإدهاش، يجعل قصة كاتبنا تتحقق فيها المفارقة وذلك من تقابل أو تضاد، أو رفض أو قبول، أو طوع أو تمنع...
يعتمد محمد مباركي على الآليات التداولية الفاعلة في اللفظ بشكل كبير ،اعتبار السخرية تصفيفاسوپيرپوسيتيون لخطابات متعارضة، يتكفل المتلفظ في الحقيقة و بشكل ضمني بواحد منها. إننا أمام قصة تتميز بثنائية البناء القائمة على التقابل بين أسلوبين في عرض الأحداث: الأسلوب المباشر الذي جسده شريط القصة، والأسلوب السردي الساخر الذي تضمنته لعبة المفارقة: عالم الأغنياء وعالم خفي يظهر من خلال البناء المزدوج للقصة، هذا فضلا عن اهتمام بعض رؤساء الجمعيات بالحيوانات لدرجة "التقديس": "يحفظ لها التاريخ القريب موقفا "بطوليا" في حرب البوسنة والهرسك، حين طالبت المجتمع الدولي بإرسال مساعدات غذائية وطبّية لكلاب وقطط هذا البلد المنكوب"، في ظرفية يفتقد فيها الإنسان العادي لأبسط الحاجيات.
تروم السخرية في القصة اصطياد القارئ وتوريطه في فخ صدقية المتخيل السردي، وإيهامه باحتمالية المقروء. إننا أمام موهبة إبداعية متجددة:  "الغرابة" في اللّذع أو التهكم بطريقة التورية القائمة على الغموض والمواربة والمقابلة بين الواقع والخيال.
تم اعتماد السخرية أداة لوصف الشخصيات بطريقة هزلية انتقادية كاريكاتورية. وخاصة في بعض الصور اللغوية المستمدة من وصف الكلاب التي ترقى الكوميديا إلى الكاريكاتور لتطور نحو المفارقة المضحكة.



25/05/2012

الرقّم المعلوم



 الرقّم المعلوم  : مجموعة قصصية
  محمد مباركي
الغلاف : محمد الصالحي 
 عن منشورات ديهيا
 طبع : مطبعة جسور ¤ وجدة.
 الطبعة 1 ¤ 2012

هنيئاً للأديب محمد مباركي بعمله الإبداعي الثالث

21/05/2012

توقيع رواية لم أر الشلاّلات من أعلى

محمد ميلود غرافي
موقّعاً روايته : لم أر الشلاّلات من أعلى
نادي ملوية ¤ بركان
19.05.2012
 قاعة الاحتفال قبيل انطلاق الحفل
محمد بوخريص مؤيدياً وصلة غنائية
من اليسار إلى اليمين
بوشعيب الساوري، واسّيني الأعرج
عبد القادر غزالي مسيّراً
محمد ميلود غرافي، فاطمة الزهراء بنّيس
الروائي واسّيني الأعرج
بوشعيب الساوري، واسّيني الأعرج
محمد ميلود غرافي رفقة والده

ملصق الأمسية


© Yamal

16/05/2012

أمسية شعرية في وجدة





يحتضن المقهى الأدبي –  لاميرابيل – الكائن  في شارع محمد السادس 
قبالة كلية العلوم في العشرين من مايو الجاري  ابتداء من الخامسة و النصف مساء  عرسا ثقافيا تنظمه جمعية جذور للثقافة و التنمية بتنسيق مع المجموعة الفيسبوكية  و رابطة الشعراء الشباب بوجدة ،  يحيي الحفل  ثلة من شعراء الجهة الشرقية  و هم كالتالي حسب المدن:
-   من وجدة  : نعيمة أدهم،  رشيد قدوري، الطيب هلو، رشيد  سوسان، عبد القادر زرويل ، عبد القادر الطاهري ، أحمد زالغ، نجمان لقاح، إدريس الهادف حسام الزمري ، بوعلام دخيسي .
من بركان  :  أحمد اليعقوبي و محمد ميلود غرافي .
من جرادة : عكاشة البخيت .
من بني درار : عمر الحمداوي.
-   من العيون الشرقية : سالم فاتح .
هذا و ترافق القراءات الشعرية وصلات موسيقية من عزف الفنان الواعد زكرياء النويح  على آلة البيانو .
وتشارك الكوكبة من الشعراء الطفلة الواعدة المتميزة  :  أمال معابدة  من وجدة بوصلات غنائية هادفة والفنانان الكبيران  زكرياء عبيدي و رابعة أزمور في عرض مسرحي هادف  .
                                                            
و الدعـــــــــــــوة عامــــــــــة     

عن جمعية جذور للثقافة و التنمية بوجدة 

12/05/2012

أمسية ثقافية في إعدادية ابن رشد

 ثانوية ابن رشد الإعدادية ¤ بركان
Collège Ibn Rochd ¤ Berkane




إشعاعاً للثقافة، ودعماً للمواهب الإبداعية، أقامت ثانوية ابن رشد الإعدادية أمسيةً أدبية، مساء الجمعة 11 ماي 2012،  بإشراف الأستاذ عبد العزيز أبو شيار، و بمشاركة مجموعة من مثقّفي مدينة بركان ومبدعيها، وثلّة من مواهب المؤسسة التعليميّة المنظّمة . ففي مجال الإبداع القصصي، شارك المبدعان : أحمد بلكَاسم ومحمد العتروس.  وفى الشعر شارك الشعراء : محمد ماني، وسعيد ملّوكي، وعبد اللّه لحسايني، ومحمد بنسعيد، وعبد العزيزأبو شيار، بنصوص فصحى؛ وأحمد اليعقوبي، وجمال قادة، بنصيّن زجلييّن. أمّا التلميذات :
 وسام الماحي وإسلام كَوراري  والصالحي فدوى وإيمان كداني، فقد أبانت إسهاماتهّن المتباينة عن مواهب أدبية، تحتاج التشجيع والرعاية.
ومدوّنة البستان الشرقي المفتوح فضاؤها للمواهب في مختلِف أجناس الفنون، تشكر كلّ من أسهم، بقسط أو بآخر، في إنجاح هذه الأمسية الثقافية الممتعة ... وأن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام!

تلميذة تتفتح الأمسية بآيات من القرآن الكريم

السيد مدير ثانوية ابن رشد الإعدادية يلقي كلمته

 من فضاء  ثانوية ابن رشد الإعدادية

أحمد اليعقوبي يقرأ نصه الزجليّ
 و جنبه الشاعران : سعيد ملّوكي ومحمد ماني


في ساحة  ثانوية ابن رشد الإعدادية

أحمد بلكَاسم يقرأ نصه القصصي
و جنبه الشعراء : سعيد ملّوكي، محمد ماني، عبد الله لحسايني


عبد العزيز أبو شيار يلقي قصيدته
وجنبه الأديب سعيد ملّوكي

 في ساحة  ثانوية ابن رشد الإعدادية



من  اليسارإلى اليمين  : بوراس (حارس عام)، زوار (مدير)
اسهول، أبو شيار، بلكَاسم، شلفي

أشجار ابن رشد اليانعة

©Yamal

لرؤية مزيد من الصور، انظر تغطية موقع بركان زوم

11/05/2012

لقاء حول رواية : لم أر الشلالات من أعلى





تنظم جمعية التنمية للطفولة والشباب ¤ فرع بركان 
لقاءً مع الروائي محمد ميلود غرافي 
حول روايته لم أر الشلالات من أعلى
يوم 19 ماي 2012 
بالنادي الثقافي ملوية
 على الساعة الخامسة والنصف بمشاركة    

الناقد والروائي واسيني الأعرج 
الناقد والروائي بوشعيب الساوري
الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس
الناقد والشاعرعبد القادر الغزالي



04/05/2012

قصّة زفاف كلب مدلّل

قصّ عليّ صديقٌ وفيٌّ قصة "زفاف" كلب مدلل يملكه ثري في إحدى المدن السياحية الساحرة من وطني.. وسقطت من كلامه سهوا، هويةُ ذلك الثري.. كان يملك كلبا من فصيلة نادرة.. ومن حبّه له أقسم بأغلظ الأيمان أن "يُزوّجه" من كلبة جميلة من فصيلته، فجنّد خدّامه للبحث عن هذه "العروس" السعيدة، مستعملا تكنولوجيا الاتصال عن بعد مع جمعيات وضيعات مربّي الكلاب في الداخل والخارج.. وأمر خدّامه بتعليق صور "العروس" المفترضة، كما رسمها أحد الرسّامين، على جدران الشوارع ومحطات الحافلات وسيارات الأجرة ومحطة القطار..
ولم يمر الحدث في المدينة دون تعليقات بعض الظرفاء.. ومنهم إمام مسجد بوسط المدينة.. والذي جعل من الحدث موضوع خطبة الجمعة.. طالب فيها السلطات بالتدخل لإبطال هذه الفضيحة.. وقال كلاما آخر لم يخل من التعريض والاستهزاء من الثري صاحب الفكرة، بأسلوب ساخر، تحول معه الإمام الخطيب إلى كوميدي بامتياز، أضحك جمهور المصلين والمصليات أكثر من مرة حتى لغا الجميع..
"ومن لغا فلا جمعة له"..
واصل الناس نقل كلام الخطيب إلى مجالسهم للتندّر والبسط.. وتناقلت الصحف الوطنية والعالمية خبر"الزفاف" الموعود مرفوقا بصورة "العريس" و"العروس" المفترضة، فقدمت بذلك خدمة مجانية لذلك الثري في بحثه المحموم عن "عروس" لكلبه المدلل..
تقاطرت على الثري رسائل التهنئة من أصدقائه ومن رؤساء جمعيات الرفق بالحيوان.. وخاصة من فرنسا المعروفة برئيسة جمعية من هذا النوع.. كانت مشهورة منذ ستينات القرن الماضي كممثلة للإغراء والعري.. قالت في رسالتها أنها توّد حضور هذا الزفاف.. ورجت الثري أن يُقِمِ العرس بالطريقة المغربية التقليدية.
فرح الثري بالرسائل التي تقاطرت عليه وفرحته كانت أعظم برسالة رئيسة الجمعية الفرنسية للرفق بالحيوان.. يحفظ لها التاريخ القريب موقفا "بطوليا" في حرب البوسنة والهرسك، حين طالبت المجتمع الدولي بإرسال مساعدات غذائية وطبّية لكلاب وقطط هذا البلد المنكوب.
عرضت هذه السيّدة على الثري خدمات جمعيتها في مناسبته "العظيمة" تلك.. وثمّنت شرط انتماء "العروس" إلى فصيلة "العريس" حتى ينجبا جراءً أصيلة، في زمن اختلطت فيه السلالات الكلبية..
ودعته، بعد "العرس" إلى قضاء رفقة "العروسين" أسبوعين في ضيافتها.. فهي تسكن مع كلابها فيلا كبيرة.. تقاسمها هذه المخلوقات كل شيء في حياتها، من الحمّام ودورة المياه ومائدة الطعام إلى السرير.. فهي تحبّ كلابها إلى درجة العبادة.. هكذا قالت في رسالتها التي ختمتها بالدعاء "للعروسين" والصلاة من أجل سعادتهما "الزوجية" يوم الأحد.
أعاد الثري قراءة الرسالة عدّة مرات على نفسه وقرأها على أصدقائه ومعارفه ومنهم صديقي.. واعتبر الثري هذه الرسالة صكّا من صكوك المحبّة بين البشر والكلاب.
وفي إحدى الصبيحات جاءت الثري مكالمة من عاصمة البلاد، من أحد خدّامه يخبره أنه عثر على "العروس" في ملكية سيّدة أجنبية تعمل في السلك الدبلوماسي الأجنبي، لكنها ترفض بيع الكلبة أو "تزويجها".. أمر الثري خادمه أن يعرض على السيّدة ثمنا مغريا وإذا رفضت عليه أن يتصرف.. وأقفل الخط وهو يعلم شطارة خادمه الذي سيتصرف وفق ما تمليه عليه النازلة.
تمكن الخادم بعد مفاوضات عسيرة من إقناع السيّدة الأجنبية ببيع كلبتها بثمن مغر، كذلك الثمن الذي تعرضه الشركات العملاقة على الشركات الصغرى لابتلاعها.. وجاء مسرعا ب "العروس" على أول طائرة، بعدما كان قد مرّ بها على صالون للحلاقة، حجزه لنصف يوم، فأخلاه صاحبه من الزبونات ليتفرغ الحلاقون ل "لعروس"، فحوّلوها إلى تحفة متحركة من الجمال "الكلبي".
جاء الثري إلى المطار صحبة كلبه المدلل لاستقبال "العروس" ومرافقتها.. كان كلاهما يبصبص فرحا.. الكلب بذنبه والثري بمؤخرته.. نزل الخادم يحمل الكلبة بين ذراعيه، كانت حزينة ومتكبرة.
ركب الجميع سيارة فارهة.. في مقاعدها الخلفية جلس الثري يتوسط "العروسين".. عانقهما عناقا حارا يليق بمقامهما في قلبه.. ومسح على فروتيهما مرات عدّة وحدثهما عن العرس وليلة الدخلة.. وكيف رتّب لهما مفاجأة سارة تتعلق بشهر العسل.. وراح يغني أغنية مشهورة:
"اليوم ليلة الخميس.. الفرحة عندي في دارنا"..
وعند الوصول وجد الثري قصره قد زُين بالورود المحلية والمستوردة وفرقة موسيقية تعزف للمدعوين أعذب الألحان الشرقية والغربية.. وغرق الجميع في سهرة باذخة امتدت حتى الفجر.. حضر المدعوون صحبة كلابهم المدللة، بمن فيهم رئيسة الجمعية الفرنسية صحبة كلبين كبيرين، أرهبا الكلاب الصغيرة بضخامتهما.. كانت هذه الرئيسة سيّدة السهرة بامتياز، تمشي بين الجميع متأبطة ذراع الثري وتوزع الابتسامات على المدعوين وتخصّ كلابهم بقبلات حارة تبعث على التقزز والغثيان                                                                                     

                       
محمّد مباركي 

تصوير : فاطمة شنداد