31/07/2012

توقيع رواية : المطرودون لمعمّر بختاوي


معمّر بختاوي ¤ في بركان





تنظّم المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات ـ فرع بركان ـ حفل توقيع رواية : المطرودون للمبدع  معمّر بختاوي ، بمشاركة د. مصطفى رمضاني و ذ. محمد رحّو، يوم الأربعاء فاتح غشت 2012، بعد التراويح،  بالمركز الاجتماعي للقرب، الكائن قرب 
المكتبة البلدية، في مدينة بركان
والدعوة عامّة

29/07/2012

من حفل توقيع الرقم المعلوم

من اليسار إلى اليمين
ذ. يحيى بزغود ¤ ذ. عبد الحفيظ مديوني  ¤  ذ.محمد مباركي  ¤ ذ. حسن عزيماني



ذ. عبد الحفيظ الخلّوفي




تذكار أهداه الفنان فريد كومار للقاصّ محمد مباركي




بعد التوقيع
في إحدى مقاهي شارع ابن سينا

لقطات من حفل توقيع المجموعة القصصيّة : الرقم المعلوم للقاصّ محمد مباركي، الذي نظمته جمعية أبركان للثقافة والتراث، يوم السبت 28 يوليوز 2012، بعد صلاة التراويح، بالمركز الاِجتماعي للقرب، الكائن قرب المكتبة البلدية، بمدينة بركان، والذي سيّره ذ. عبد الحفيظ مديوني، وأسهم فيه الأستاذان يحيى بزغود وحسن عزيماني بمداخليتهما المتعلقتين بالعمل الإبداعي المحتفى به، وذ. عبد الحفيظ الخلوفي بتقاسيم على العود. ... ويشار إلى أن ثلّة من مبدعي جرادة ووجدة قد حضرت هذا الاحتفاء الإبداعي ... ومدوّنة البستان الشرقي تحيّي بحرارة كلّ الذين عملوا، بشكل أو بآخر، على إنجاح هذا النشاط الثقافي الذي يبرز الوجه المشرق لمدينة بركان.


26/07/2012



تنظم جمعية أبركان للثقافة والتراث حفل توقيع المجموعة القصصية

  الرّقم المعلوم
 للكاتب
 محمد مباركي 

يوم السبت 28 يوليوز 2012 
بعد صلاة التراويح

بالمركز الاجتماعي ¤ قرب المكتبة البلدية ¤ بركان

بمشاركة

ذ. يحيى بزغود
  ذ. حسن عزّيماني
ذ. عبد الحفيظ مديوني

الدعوة عامّة


القاص محمد مباركي في ضيافة البستان الشرقي


مواصلة لقاءاتها بمبدعي الجهة الشرقية من وطننا العزيز، تستضيف مدوّنة البستان الشرقي الأستاذ الأديب محمد مباركي، الذي أثرى المتن السردي المغربي بمجموعتين قصصيّتين ورواية واحدة، فمرحباً به .




1          هلاّ قدمتم، لزوار البستان الشرقي، نبذة عن سيرتكم.

محمد بن عبد الله مباركي من مواليد 06 مايو 1959 بمدينة سيدي بلعباس بالجزائر.
في خريف 1968 عانقت وأسرتي أرض الوطن العزيز بعدما خلفنا قبر الوالد في البلد الجار كرقم مندسّ في رقم المليون ونصف شهيد.
درست  بمدرسة "ابن بسام" بحي الطوبة الخارجي، وإعدادية باستور وثانوية عبد المومن. حصلت على البكالوريا في 1980. التحقت بالمركز التربوي الجهوي بوجدة تخصص تاريخ وجغرافيا. تخرجت منه في 1982 . عملت في الناضور وتاوريرت ثم  التحقت بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس في 1990 وتخرجت منها في 1992. تعينت بثانوية النهضة بأحفير  حتى سنة 2005 ثم  انتقلت إلى وجدة  إذ أعمل الآن بثانوية إسلي التأهيلية.

2   ما الذي دفعكم إلى عالم الكتابة؟

كنت دائما أحسّ بمارد في داخلي يحرضني على الكتابة منذ كنت تلميذا.
الدافع إلى الكتابة كان دائما هو ذلك الهمّ الذي أحمله في داخلي وأراه مرسوما على وجوه المقهورين من أبناء وطني الغالي الذين أحمل لهم في قلبي حبا خاصا، فكانت الكتابة متنفسا لجنون يصيبني حين أعجز عن ردة فعل أمام القمع بكل صوره الظاهرة والباطنة. وخاصة تلك التي تكمن في لاوعيي، لا زلت أعاني منها لحد الساعة.
أنتشي بالكتابة لنفسي انتشاء صبي يوم العيد.
مِلْتُ إلى الكتابة في القصة والرواية باعتبارهما خير قناتين أصرف عبرهما ما بدواخلي.

3        حدّثونا عن تجربتكم مع النشر الذاتي.

أول تجربة خضتها في النشر الذاتي هي حين نشرت مجموعتي القصصية "وطن الخبز الأسود" في مايو 2010. طبعت منها 500 نسخة وزعتها على القراء مجانا. لامني الكثير من الإخوة على هذا التصرف. وحق لهم ذلك. واصلت  نشر أعمالي:
 رواية "جدار" في مايو 2011.
المجموعة القصصية "الرّقم المعلوم" في مايو 2012.

4        هل لكم أن تذكروا لنا بعض الأعمال السردية التي أثّرت في تجربتكم الإبداعيّة؟

أولها كتابات العملاق نجيب محفوظ وثانيها كتابات عبد الرحمن منيف إضافة إلى كتابات زكرياء تامر وأحلام مستغانمي وأنطون تشيخوف وغوغول وغي دوموباسان وجورجي أمادو وغيرهم.


5   ما انطباعاتكم عن الحراك الثقافي في الجهة الشرقية من وطننا ؟

    من خلال تتبعي للمشهد الثقافي في الجهة الشرقية اعتمادا على مقتنياتي من الكتب واعتمادا على البيبلوغرافي د.محمد يحيى قاسمي في دراسته الأخيرة ألاحظ زخما من الإصدارات في مختلف الأجناس الأدبية من شعر وقصة ورواية ومسرح. وهذه ظاهرة صحية في غياب الدعم الرسمي، فأغلب المبدعين يعتمدون على جيوبهم  في إصدار إنتاجاتهم. وبالكاد يتمكنون من إرجاع بعض المصاريف من خلال التوقيعات التي تنظمها الجمعيات والمقاهي الأدبية مشكورة.

  6   ما هواياتكم، غير الكتابة؟

أهوى القراءة التي أعتبرها وقود الكتابة.
أهوى رياضة المشي في المرتفعات مع ثلة من الأصدقاء من أحفير. قطعنا تقريبا كل مسالك جبال بني يزناسن الشامخات.

أشكرك أخي جمال على هذه الاستضافة في بستانك الشرقي. وإذا كنت قد سميته بستانا
فيستحق هذه التسمية.





أعدّ الحوار : جمال الخلاّدي

22/07/2012

أطول رسالة


كتب بنفس القلم مواصلا:

 "حوليني إلى نخب أحمر، يسري في شرايين جسدك حتى القلب الممنوع من صرف النبضات إلى غيري.. حوليني إلى غسق هارب من نهار متعب مهموم من ضوضاء الباحثين عن رغيف مضمخ بالعرق والتعب.. حوليني إلى مرهّم حليبي اللون، به اُمسدي جسدك البرونزي وتمددي تحت مظلة عريضة واهربي من لسعات شمس يوليوز المتحالفة مع رمال الشاطئ الملتهبة. وافتحي ذراعيك لدفقات نسائم المساء، تمسح عن وجهك بقايا نعاس قيلولة معتادة في صيف الأنس..
 حوليني إلى كـُحْلٍ أغرقي به رموش عينيك صباح مساء وأطبقي عليه جفنيك اللّوزيين.. يا من تربعت على عرش قلبي العمر كله..
 حوليني إلى صولجان ذهبي  ملوكي وحركيه بالأمر والنهي..
 حوليني.. حوليني إلى ما شئت.. يا من قمتُ لمقدمها على قدمي.. وأعيى قدمي الوقوف ببابك ثلاثة عقود.. يا نوري.. يا ندمي على ما فرطت.. يا نايي الحزين، أعزف به لحن الخلود بين فجاج طويلة كأروقة سجن.. أنت سجني في منفاي الاختياري.. جزيرة نائية وسط بحر الظلمات.. أنت بحر.. مَدُّك ِ أمل وجزرك يأس.. يا من.. يا من..."
بهذه الكلمات واصل كتابة أطول رسالة في كـُُنّاشٍ ضخم يشبه كنانيش العدول.. كتب أول سطورها يوم 11/04/1979 على الساعة العاشرة ليلا.. كان جوّ تلك الليلة الربيعية دافئا. إذ انحبست غيمة خرساء بكماء في كبد سماء "وجدة" الغارقة في كبرياء أميري والرافلة كعروس في حايك "لَمْرَمَة". منقبة بنقاب تلمساني قصير.. يخفي الخدين النورانيين، متعمدا، ليبرز العينين الكحيلتين كعيني "مها" في أهوار ذجلة والفرات.
من يومها والرسالة تبتلع سيولا من الكلمات، وتطول وتطول معاندة سطور صفحات الكنّاش الضخم. تنساب في دفق مياه شلالات "أوزود".. راسمة لوحة طبيعة، امتزجت فيها روعة الخلق والناس.
زرته في ذلك المساء.. طرقت باب شقته.. جاءني صوته المبحوح من بعيد، كمن يستغيث من قعر بئر عميقة.. سأل:
- م.. من.. يطرق باب قبر منسي؟
وكان صادقا. كنت أنا زائره الوحيد بين الفينة والأخرى، في شقة من آخر طابق لعمارة سيّجت السلطات واجهتها وأمرت السكان بإخلائها، فأخلوها، لكن صاحبي رفض الأمر وقال للمسؤول:
- لم أُنهِ الرسالة بعد.. عُدْ بعد يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة.. أو لا تعد أصلا.
نظر إليه المسؤول ولم يفهم كلامه وانصرف قائلا:
- تحمل مسؤوليتك في روحك إن زهقت!
كانت تجمعني بصاحب الرسالة صداقة قديمة من أيام الدراسة. كنت أتردد عليه في الشقة ذاتها والعمارة ذاتها. وكان يتردد علي في مسكننا بأقدم حي مقصي في أطراف المدينة.. عشق كلانا مسكن الآخر. أنا أحببت الشقة المعلقة بحجراتها المربعة ورواقها العريض وأفرشتها وستائرها ولوحاتها وموقعها وسط المدينة.. وأحبّ هو مسكننا الفسيح بفنائه الواسع وحجراته الأرضية الطويلة.. قال لي يوما:
 " أنتم تملكون السماء والأرض وماء البئر. أما نحن..."
وسبّ العمارة وساكنيها.. وتمنى أن يسكن مسكنا مستقلا، رسمه لي على ورقة في غفلة من المعلم.
ثابرنا في الدراسة ونِلنا الشواهد وتوظفنا في أسلاك الدولة.. عمل صاحبي في السلك الدبلوماسي كملحق اقتصادي بإحدى سفاراتنا في أوربا الشرقية.. أحبّ البنت البكر للسيّد  السفير.. كانت تدرس الصيدلة. اعترض طرقها يوما، ليبوح لها بمكنون قلبه، لكنها صدّته بشراسة وألبت عليه السفارة.. وبجرة قلم من اليد الكريمة للسيّد السفير المحترم، الذي ثار لكريمته الموقرة، تمّ إرجاع صاحبي إلى الوطن ليكتب أطول رسالة، ربما لن تقرأها المعنية بالأمر.
قال لي هذا الصباح إن روحه تفيض كل ليلة من جسده وتهيم في الكون الفسيح تبحث عنها.
قلت مازحا: "من؟".
قال: "لا تمزح!" .
قلت: "هل وجدتها؟".
 قال: "نعم".
 قلت: "أين؟".
 قال: في " ﯕيليز " بمراكش.. تسكن وأسرتها في الطابق الأول وتعمل في صيدليتها بالطابق الأرضي.
كدت تصديقه، كان يتكلم بيقين.
 قال:  إذا لم تصدقني - وعليك ألا تفعل - اِذهبْ إلى " ﯕيليز " بمراكش وهاك العنوان وسترى".
كنت أعلم أن صاحبي لم يغادر "وجدة" ولم يسافر إلى مراكش ويعيش وحيدا صحبة قنينة وقطة مرقطة بالأبيض والأسود..
وتساءلت:
"هل ينطق بلسان حاله أم أصيب بمسّ؟".


 محمد مباركي



                                                      عن المجموعة القصصية   :  الرقم المعلوم

17/07/2012

البقعة الملعونة



 من فرط شوقك لارتداء ملابس جديدة، فإنك تنتظر على أحر من الجمر تلك الفرصة السانحة، والتي لا تتكرر إلا مرتان في السنة كرحلتي قريش. وقبل أن تلف جسدك النحيل داخل الثياب الجديدة؛ بعد دلكه بالحجر الرملي، ودهنه بالصابون البلدي، فإنك تستعجل التجرد من الأسمال البالية، ناظرا إليها بعين السخط والاحتقار، مستعجلا لها ذلك المصير المشؤوم؛ بأن تمزق قطعا صغيرة ليصنع منها" سافس" أو تستعمل لحمل الطجين الساخن، حين إخراجه من التنور.                                 
 في البداية أسررت لها أنك ستخضعها للامتحان، إن كانت تناسبك طولا وعرضا، وبعد ذلك تتركها وشأنها، أول محك لها تعرضها على الوالدين الكريمين،  فإن نالت إعجابهما، حظيت أكثر فأكثر بعطفك وحبك لها.
 الأم منهمكة في دق وريقات الحناء في المهراس، تطربك دقات الدقاق المتتالية، لاسيما الدقة التي تخطىء هدفها وتصيب حافة المهراس. الأب يردد أذكار العيد قبل الأوان؛ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، الله اكبر، الله أكبر ولله الحمد.       
         - أمي، أبي، انظرا، إنها جميلة جدا، أليس كذلك؟                               
        - بالصحة والعافية، اعتن بها حتى الصباح.
      - أجل، أجل، سأعتني بها جيدا.       
  بعد أن انفردت بها، أسررت لها ثانية، أنك تحبها، فشرعت في تقبيلها.
- أممممممممممح أيتها العزيزة الغالية، أحبك كثييييييرا؛ غدا سأقدمك إلى أصدقائي، أكيد سيعجبون بك أيما إعجاب، سيغارون مني، بل ومنهم من سيحسدني ويعض أنامله الفتية من الغيرة، ويود المسكين، لوكنت من نصيبه أيتها المحبوبة المبجلة لا من نصيبي أنا.
        - ......................!
        - أتمنى أن تتكرر زيارتك لي في السنة أكثر من المرة والمرتين، ببساطة أنا أحبك، وأناقتك أيتها الأنيقة، تعجبني كثيرا.
  ثم شرعت في فتح أزرارها، والتصقت بها والتصقت بك، فيالها من متعة ناعمة، وياله من شعور عميق ،ومديد بالفرح، يسري في الكيان مسرى الدم.
  كرم الضيافة، يأبى إلا أن ترحب بها أيما ترحيب، كما لو كانت ضيفا كريما، فتغدق عليها بالتقبيل والحنان والعطف الزائد. بل إنك تقسم بأغلظ الأيمان، كما يفعل والدك لحث الضيف على المكوث بين جنبيكم يوما آخر على أيام الضيافة المعهودة. تقسم أن تبيت معك وتكون في ضيافتك. من أول نظرة، وأول لقاء حميمي، تعرض عليها أن تقاسمك فراشك، الليلة قبل الغد فلكل زمان، طقوسه ونكهتة ومتعته، فهذه اللحظات السعيدة، ليست كسابقاتها البئيسة، وربما كانت لحظات الغد المنتظرة، أسعد من هذه، التي هي طوع يديك.                
 فما كان منها إلا أن رضخت لرغبتك الجامحة، مستجيبة للقسم الغليظ،،كيف لها أن ترفض طلبك، وأنت تكن لها من الحب ما لم يبح به عنترة لعبلاه، وما لم يتغن به قيس لليلاه. لتأوي بها في الأخير إلى فراشك منتشيا بالفرح،  وتناما قريري العيون.    
 الحذاء وحده الذي استثناه القسم،  وآثرت أن تتوسده تارة، ثم تحتضنه تارة أخرى بيد مكفنة وقابضة بإصرار على عجينة الحناء، مثلما تقبض روحك في هذه الليلة المباركة، بعروة السعادة الوثقى، سعادة العمر السنوية، وببسالة قل نظيرها بين بؤساء العالم. ثم تغمض جفنيك مستسلما للذيذ الأحلام، مطمئنا للقطعة النقدية النحاسية من فئة خمسين سنتيما، التي تدفئ الجيب وتزيد الأحلام لذة فوق لذة.                        
 مع أول صيحة لأول ديك، تقتلعك الفرحة من فراشك، فتضطر لقطع حبل الأحلام الوردية الجميلة، تدخل كلتا يديك في جيبك متنسما أولى نسمات الصبح العليلة، نسمات العيد، ومتحسسا القطعة النحاسية، لكن سرعان ما تخرجها، وقد صفعتك يد الخيبة المريرة صفعة شديدة، تكاد ينهد لها كيانك، وترغمك على  كبح جماح فرحتك الموسمية حينا من الدهر، ريثما تشرق الشمس وتجود عليك بخيوطها الدافئة، عساها تبتلع البقعة الداكنة، التي استحوذت على منطقة مهمة من سروال العيد الجديد، على مستويي الحوض والورك ، ولسان حالك يقول: تبا للبرتقال ولفيتاميناته، تبا لي إذ لم أكترث لتحذيرات أمي: باركاك من اللتشين راه غدا العيد سر تنعس باش تفيق بكري؟     
          
 فأين أنت من شمس أغسطس الحارقة، ومن شمس السمائم، كل يوم فيها صفيحة جمر تستعر، نعبر عليها إلى اليوم التالي...لا بأس وقد وقعت الواقعة،  لعل شمس يناير الكسولة تفي بالغرض... خجولة أطلت شمس يناير المرتقبة منذ بزوغ فجر اليوم السعيد، تماما كما تمنيت. وجادت عليك، أو بالأحرى على سروالك بشعاع دافئ، لكن ما إن لامس البقعة الملعونة فيه، حتى أرخت سحابة ثقيلة الظل سدولها على الشعاع البهي، وشدت بخناقه كي يمج ما ابتلعه من البقعة العطنة الملعونة على عجل، فاسحة المجال لهذه الأخيرة، كي تتربع على عرشها الجديد صحبة قطرات مطرية أبت إلا أن تحييك، تحية العيد.. ما أحلاك يا عييد..يا عيييييد ما أحلآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآك

هامش
·       سافس : قطعة قماش تسد فم الجرة
·       البوش : الجرة


أحمد بلكَاسم






¤¤¤



    قصة جيدة، متماسكة البناء، ذات لغة فنية جيدة، استثمرت صيغة ضمير المخاطب، الذي كان موفقا إلى حد كبير، كذلك كان الكاتب موفقا في التقاط التفاصيل الصغيرة أثناء الاستعداد ليوم العيد كالعلاقة الحميمة والسرية بين الطفل وملابس العيد، وهذا الحديث الدافىء بين الطفل وأشياء العيد وملابسه، وكيف نامت جميعها بجواره، وكأنها أجمل الأصدقاء، حتى ظهرت في صباح العيد تلك البقعة الملعونة من فيتامين البرتقال التي صبغت منطقة الورك والحوض من سروال العيد الجديد، تلك اللحظة المحزنة كيف قتلت الفرحة الإنسانية المنتظرة...


يوسف المحيميد
 كاتب  وروائي من العربية السعودية


13/07/2012

فاكهـة الحكي ـ قراءة في المجموعـة القصصيـة :المارد

قراءة في المجموعـة القصصيـة "المارد"ـ لمؤلفهـا الدكتور معمر بختاوي1




       أوقعتني قراءة المجموعـة القصصيـة "المارد2" للكاتب معمر بختاوي في ورطـة حقيقيـة، وذلك أمر لا يمكن أن يوقعك فيـه إلا كاتب حقيقي  وعميق، صادق الإحساس، واضح الفكرة، قوي العبارة. وهو كذلك أمر لا يمكن أن توقعك فيه إلا كتابـة كثيفـة وممتلئـة، تحمل طي عوالمها حرقـة التحسر على واقع مجتمعات ابتذلها الأنذال وضيعـها الرجال، وأمانة الشهادة على التحول والتغير الممكن بعد أن كادت تنسد كل الآفاق.
       فليس من السهل أو اليسير المغامرة باقتحام عالم قصصي رحب وفسيح  بقدرما هو متشعب ومتشابك. وليس من السهل  ولا اليسير سبر أغوار عالم متعدد متنوع بقدر ما هو واحد متفرد، "عالم الصراع البشري المشدود كالقوس الى حده الأقصى حيث التناقض البغيض والوحشي بين:  الضحية والجلاد /الغالب والمغلوب/القوي والضعيف/ الحاكم و المحكوم. إنـه عالم مزدوج، بل إن مجموعة المارد عبارة عن عوالم قصصيـة مضاعفـة و مركبـة، اذ على طول صفحاتها الثمانين ونصوصها التسعة والعشرين3، ما إن تعتقد بأنك أمام كتابـة مباشرة حتى تكتشف بأنها كتابـة حبلى بالمجاز4،  وما إن تحسب بأنها كتابـة تصور الواقع وتتعقب الأحداث حذو الحافر بالحافر ، حتى تجد نفسك في الفضاءات الرحبـة للمحاكاة، و للتخيل الجميل5. إنها كتابـة واعيـة وذكيـة يقودها صاحبها بدقـة الباحث ورقـة الشاعر وتقنيـة المسرحي، صوب الأهداف التي رسمها في تقديمـه للكتاب6، وفوق ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل ويصل بين عالمين محايثين لبعضهما(في الواقع وفي الكتابـة):عالمي الظاهر والباطن/ المرئي والخفي/ الجوهري والعرضي/ الحقيقي والخيالي. وهذا النوع من الكتابـة هو على وجه الإطلاق أصعب أنواع الكتابـة وأمتعها، ولكن فقط بالنسبـة لأولئك الذين يصدقون نبوءات الحكاية، فيضعون أيديهم أثناء القراءة على نفس الجمرة التي أحرقت أصابع الكاتب، يضعون أكفهم على جمرة القلب، ويشاركونـه وجدانيا الألم نفسـه، ويقاسمونـه المتعـة نفسها.
 وتلك أيضا أصعب أنواع الكتابـة، لأنه لا يستطيعها إلا كاتب تمرس بالحياة وصهرتـه بنار أوجاعها وفجائعها مثلما تمرس بالكتابـة وألان عريكتها لخدمـة أفكاره وأحاسيسـه ومواقفـه وعواطفـه،فصارت هي الناطقة باسم عقلـه وقلبـه، لأنـه لا يتقن ولا يحسن ولا يعرف غيرها مهرا يقدمـه للاحتفاء بأعراس الشعوب حين تنهض، وحين تنتفض، وحين تقوم واقفـة وقد عيل صبرها لتطرح عن ظهرها عقودا من المهانـة والذل ولتصرخ في وجـه المستبد الظالم...كفى... ارحل7.
       معمر بختاوي إذن، كاتب يصدر عن تجربـة غنيـة ، يعتبر الكتابـة أمانـة ومسؤولية، صدقا مع الذات والآخرين وصلـة وثيقـة بالمحيط، وسيلـة للتعبير الأدبي وأداة للتغيير الاجتماعي، وسيلة وأداة لتحريك المياه الآسنة.
      وهو كاتب خبر  الدنيا والناس، وعرف الألم والمسرة، فمن غيره يستطيع أن يصف آلام الناس ومسراتهم، ومن غيره يستطيع التعبير عن هواجسهم ووساوسهم، في أقصى حالات الوهن والضعف وفقدان الحيلة و كذا في أعتى حالات النرجسية والغرورو القوة و التسلط و والبطش الاستكبار.
       كاتب مهووس بالإنسان وبالوطن، لا يمكن أن يعبر في كتابتـه إلا عن محنـة الإنسان ومحبة الوطن أومحبة الانسان ومحنة الوطن.
       ولعل ذلك هو الخيط الرابط بين التسع والعشرين قصـة التي تتضمنها مجموعـة المارد، أو فلنقل إنه الإنسان/الوطن/الغد الأفضل: الموضوع الوحيد الموحد، والقاسم المشترك بين نصوص المجموعـة.
       هي إذن تسع وعشرون قصـة تكاد تكون متساويـة المقادير، فأقصرها تشغل مساحـة نصف صفحـة، وأطولها لا تتجاوز الأربع صفحات، وأغلبها تقف تامـة النضج والكمال عند حد الصفحتين.
       هل يفيدنا هذا التوصيف في شيء ...؟
نعم ... إنه يجعلنا نشعر ونحن نرافق الكاتب في رحلتـه الإبداعيـة بصبيب الكلمات كقطرات من دماء تسري في شرايين الشخوص فتبعث فيهم الحياة ، ويجعلنا نشعر  بالنفس الملتهب كالنحاس المذاب يقطر على جلد المستكبرين  ـ حتى وان كانوا غافلين لا هم يحسون ولاهم يشعرون ـ . ونشعر بإيقاع العبارات الذي يوافق نبض قلب الكاتب ونشعر بنفس إحساسـه وببعض لهاتـه  وراء صور الأحداث المتفلتـة من بين يديـه،  ونصغي مثلما يصغي لنبرة كل صوت يلتقطها بأذنـه المرهفة، ليجعل منها جملـة في حوار ... أو حكمـة أو فكرة ... أو صرخـة أو لعنة في وجـه الطغاة.
        نشعر ، وإذن نفهم سر ميل الكاتب إلى الاقتصاد اللغوي، وانحيازه للاختصار، وللجمل المقتضبـة  البليغـة.
       إنه كاتب الواقع.
       كاتب الفكرة.
       كاتب المبدأ والرأي.
       كاتب ثورة على القيود والحدود. ولعل أسوء أنواع القيود هي تلك التي لا يراها أسرى التصورات المسبقـة عن الكتابـة ، لأن هؤلاء يحرمون أنفسهم من مشاركـة الكاتب في رؤاه الخاصـة.
       معمر كاتب حر لا يؤمن إلا بالحريـة .. فهولا ينساق مع تقليعات الكتابـة ومواضعات النقـد. إذ ليس همـه أن يرضي حراس التشوير، وعلامات مرور، وقانون سير الإبداع الأدبي. أولئك الذين يجرون وراء موجات التجديد، حتى وان كان كل جديد عندنا مجرد تقليد بليـد لغيرنا.
       معمر يكتب بحرفية صارمـة وضوابط متقنـة.. وتلك هي حريتـه الخاصة في الابداع وجرأته القصوى، تلك هي ثورتـه على القيود والحدود. إذ ما حاجته لواقع مفترض إذا كانت للواقع "الفعلي" أوجه أبشع وأوجـع من كل ما يمكن أن نتخيل، وكانت لهذا الواقع أوجه أخرى ـ تلك المأمولة على الأقل ـ أروع وأوسع مما يمكن أن يتصوره كاتب خيال.
       إذن فالكاتب منحاز "للواقع الفعلي" ومنحاز لما ينوء به من محن وآلام وما يعتمل فيه من متمنيات وأحلام، ومنحاز للفقراء والمستضعفين .. منحاز للطفل الذي لم يعرف غير شظف العيش8، و للأم التي ترقب عودة وحيدها الذي بدونـه ليس لها من معيل9، للمرأة التي حملت صورة الابن على جبينها وعلى صدرها وقادت مظاهرة النساء10.. وللممثلة التي ذهبت للمسرح كي تبيع مرغمة جسدها المشتهى كبضاعـة مهربـة في معطف أحمر11.
       الكاتب منحاز علنا للحناجر المنكوبـة في أصواتها، انحيازا كليا، أوقل انحيازا إنسانيا شاملا .. أو قل انحيازا مثاليا.
        ـ وهذا ما يعطي لقصصـه ألقها وبريقها ـ.
       وإذا كان لكل كتابـة اختيارها الفنى والجمالي فإن اختيار معمر بختاوي الفني والجمالي هو أن يكون كاتب الإنسان/ الحريـة/ الكرامـة ضدا على كل أشكال البشاعـة والزيف والرداءة ، ضد القبح الذي استشرى في جسد الواقع وفي العقليات والأفكار، وعلى السنـة الناس وفي الكوابيس التي تراودهم بالليل والنهار.
       انه ملتزم كأديب بأن ينقل لقارئه صورة الإنسان في أصفى وأنقى وأرقى حالاته ـ"طفلا ثائرا ومواطنا حائرا أو مناضلا حالما بالتغيير"ـ، و صورة الانسان أيضا في أحط وأخس وأنذل حالاته ـ " زعيما وحاكما مستبدا متسلطا  ، جاثما لعقود على الأنفاس والصدور ليس يسمع لنبوءات كاهنـة أو عراف12، ولا لوزير أو مستشار13، ولا لواعظ أو معارض، مصرا على أن يسأل المارين بكل البلاهات الممكنـة عمن كسر أنفـه ومرغـه في التراب14.
       هي مرةً ثالثـة، ورابعـة، تسع وعشرون قصـة متساويـة في مقادير بنائها، تجمع بين تنوع الروافد الفنية ووحدة الرؤيا، تسع وعشرون قصـة تشغل مساحات قصيرة على الورق ولكنها في المقابل باتساع وشساعـة أحلام أمم وشعوب تتوق إلى التحرر والانعتـاق من جهلها وفقرها ومن سياط جلاديها  وقسوة زعمائها المزيفين ... ولعل ميزة هذه القصص هي في قصرها بالذات، إذ أنها بقصرها ذاك، قادرة على اختراق أستار وحجب الليل الذي هيمن بفجائعه على دول وأقطار وحرم أبناءها من حقهم في التقدم والعيش الكريم. والكاتب يستلهم من هذا الليل الوقائع السوداء لاغتيالات واختطافات عاشها أفراد وعاشتها شعوب ذات سنوات نحاسيـة أو رصاصيـة حالكـة، محفورة في الذاكرة وفي الوجدان و مخبوءة في الصدر و موشومة على الجبين.
       حيث كانت العلامات الفارقـة، في الفنادق الباردة للمنافي البعيدة والقريبـة، وجوه تلبس أقنعـة تفضحها، وطرقات على الباب تستعير فيها أيدي القتلـة المأجورين القفازات البيضاء لأيدي خادم الغرف. أيد تتقن فن التمثيل وتشخيص الأدوار المستعصيـة.
      " ـ عرفوا الحجرة التي كان يقيم فيها .. قرع أحدهم الباب
قال الغزواني :
ـ من هناك ؟
قال صوت مخنوق.
ـ خادم الغرف ياسيدي.
فتح الغزواني الباب، فاخترقت ثلاث رصاصات صدره"15
     وحيث كانت العلامات المميزة، في الأزقـة الضيقـة للمدن العتيقـة          "سيارات رماديـة ورجال ثلاثـة أو أربعـة".
           "ـ قرع الباب الخشبي قرعا متتابعا .. قال صوت من الداخل :
ـ من الطارق .؟
ـ خالتي فاطنـة .. ولدك اداوه ! ؟
ـ من أخذه.
ـ مجموعـة من الرجال.. في سيارة رماديـة.ـ "16
     يستلهم الكاتب من ليل الناس ذاك، وقائع اغتيال واختطاف ، ويستلهم من وقتهم هذا المضمخ بالدم والياسمين ، قصصا يسخر فيها من قائد طال مقامـه رابضا فوق ثلـة العناد والاستكبار17، ومن زعماء أصلاف أجلاف وبلا مشروعيـة يسرجون خيل الخرافـة والغباء ويدوسون البسطاء بحوافر التنكيل والتشريد 18.
       يشرح الكاتب شخصيـة الديكتاتور في عالمنا العربي كما يجب، يعريها ويضعها أمام المرآة.. مرآة الكتابـة19..
ـ ألسنا نجد في الكتابـة صورتنا جميعا .. صورتنا الجمعيـة ؟؟ـ
    يحيل الكاتب في قصصـه على أحداث حيـة وواقعية، لا تزال جراحها فاغرة تنزف بدماء الشهداء الزكيـة وتنز بقيح وصديد القبح والبشاعـة .. بشاعـة بلا قناع.
يحيل بشكل صريح على الجنون الجامح الأوحد للقائد الفرد الرمز المستأسد على الجماهيريـة العظمى 20.. ويحيل بالصراحة نفسها على لصي قرطاج الخضراء وفرعون أم الدنيا21.
 وبين الحكايـة والأخرى وقفـة للتأمل .. ووقفـة ثانيـة للاعتبار ..، وقفتان للتفكير ووقفة ثالثة للحلم بحلم ممكن.. حيث تنام على سرير الكتابـة حكمـة ما تنتظر طفلا ليقطفها أو يوقظها.. ويوقظ أجمل ما في الإنسان.. أو تنتظر كالمريد22 وكالابن23 (الأب / الشيخ) ليقودها في عتمات الليل الى صبح جديد أو يفك عن معانيها قيود الحديد.
       فلا عجب إذن أن تكون أول قصـة يفتتح بها الكاتب مجموعتـه عبارة عن درس حول أسباب الثورة...أسباب سيكتشف الفتى / التلميذ24 بأنها هي التي صنعت الوضع الذي هو فيه، فيلقي عند الفجر نظرة أخيرة على والديـه، يدير بصره في أرجاء الدار ويخرج ملتحقا بالثوار ..
وتكتشف الأم25 بأن الأم الحقيقيـة لطفلها هي تلك الثورة نفسها، تضع عينها على الطفل وكفها على قلبها وتراقبه وهو يدرس صفحات التاريخ و يحمل فوق ظهره صناديق الخيبات قبل أن يشعل جسده، لأنهم أخذوا عربتـه بدون استئذان ... وجروه بدون استئذان .. جردوه من ثوب آدميتـه ومن كرامتـه فصعدت روحـه معمدة بالنور والنار لتحلق في عالم الأرواح الى جوار الشهداء الأبرار. شاهدة بدورها على عصرها .
 لم يكن الطفل الذي درس التاريخ وحمل الصناديق غير "صاحب العربـة" وـ "أصحاب العربات يشوهون منظر البلد.. يقفون في وجه التقدم والتنميـة، يطردون السياح ويجرون الوطن إلى الخلف"26 ـ
هكذا قال الشرطي للطفل الذي أشعل جسده ليفضح زيف التاريخ.
وهكذا أيضا هو الوجه الخلفي للصورة ، يكتب معمر بختاوي عن الراهن، يواكب الأحداث والوقائع فور حصولها، وهي بعد طريـة ومرويـة بالحبر وبالدم. غير أن كتابـته / شهادتـه عن واقعـه ليست كتابـة/ شهادة عفويـة مرتجلـة، لأن ما يعتمل في أحشائها ذو جذور ضاربـة في ذات الكاتب..بل لعلـه "أي معمر" من بين الذين استشرفوا وقوع هذه الأحداث، فهو ابن طين هذه الأوطان وابن تربتها، وأبطاله أطفال ليلها27 وبشائر فجرها، فلا مجال لأن يفاجأ بما يقع لهؤلاء الأبطال/الأطفال وهو واحد منهم، إنه كاتب منخرط في الواقع، كاتب فاعل وقادر على أن يستوعب الأحداث مهما كانت راهنـة مستجدة، ويعيد صياغتها وتركيبها في معمار ابداعي يعكس رؤيتـه الفنيـة والجماليـة الخالصـة.
وإذا كان معمر بختاوي يتنفس هواء الواقع بكامل رئته وبكل مسام جسمه، وكانت كل حروف كلماته وكل جمله وعباراته تنضح بحبر الواقع ومائـه ودمائـه، فإن واقعيته ليست بالواقعيـة الحرفيـة الفجـة والمباشرة، وإنما هي واقعيـة تتوسل في تعبيرها عن ذاتها الخيال المخصب بضروب من الموروث الأدبي كالخرافـة والحكايـة والمقامـة .. إلخ .. مع قدرة عاليـة على بناء النصوص وتشكيلها، بناء وتشكيلا مسرحيا واضحا، وفق فيه الكاتب وهو المشبع بدراسـة المسرح وتدريسه والبحث فيه كل التوفيق، مما جعل كتابته واعيـة بفعلها ووظيفتها ودورها، بقدر ما هي واعية بأسلوبها وتقنياتها. وجعلها أيضا كتابـة تتجه إلى هدفها بهدوء وكياسة ولكن ببلاغة ثابتة وواثقة.
إنها كتابـة مدروسـة بعنايـة وليست كتابـة مرتجلـة.
والكاتب لا ينسج قصصه عفو الخاطر واللحظة وإنما يعمل الفكر بتأن وترو في موضوع كل قصـة وفي عباراتها.
وكتابـته تصبو إلى الارتقاء بوعي المتلقي ووجدانـه كما تصبو إلى جعل القارئ منخرطا في اللحظـة التاريخيـة التي يعيشها وطنه، فاعلا ومحركا للمياه الراكدة الآسنة، من أجل غد مجتمعي أفضل، يخرج منه أطفال الليل27 من ليلهم ويشرقون كالشمس في واضحة النهار...


************

لقد اعترفت في بدايـة هذا الموضوع بأن قراءة المجموعـة القصصيـة "المارد" قد أوقعتني في ورطـة حقيقيـة، وأنا أعترف الآن في نهايته بجميل الكاتب المبدع معمر بختاوي علي، لأنه أيقظني من غفلـة القراءة الأولى ... تلك القراءة الواحدة والأحاديـة التي تجعلنا نرى في العمل الإبداعي ما نعتقد أننا نراه فقط ... أي بعض أوهامنا ورؤانا وتصوراتنا التي نسقطها عليه .. بدل أن نرى فيه ما يريده الكاتب ونقرأ ما كتبه المبدع، و"المارد" عمل إبداعي لايفتح أبوابه للطارق من الوهلـة الأولى .. إنه يحتاج إلى قراءة ثانيـة وثالثـة ورابعـة .. كما أنه يحتاج الى متلق إيجابي وفاعل، يذهب في اتجاهـه ويقلب أوراقـه ليفوز من بينها بفاكهـة اللذة المشتهاة ... فخير الثمار توجد دائما بين  طيات الأوراق، وبعيدة عن الأيدي المتعجلـة ./.

بقلم : جمال الدين حريفي






الهوامش

1:- من مواليد مدينة بركان حيث تلقى تعليمه الابتدائي،انتقل الى مدينة وجدة لاتمام دراسته الاعدادية والثانوية.
ـ خريج المركز التربوي الجهوي بوجدة 1982
ـ خريج المدرسة العليا للأساتذة بفاس 1992
ـ حاصل على شهادة استكمال الدروس، 1995 كلية الآداب بفاس
ـ حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث والمعاصر، كلية الآداب بوجدة 2003
  • صدر له:
رواية "أطفال الليل"( دار التوحيدي بالرباط 2010)
دلالة الخطاب في المسرح الهاوي (منشورات "كلمات" 2011)
المارد ، مجموعة قصصية (منشورات "كلمات"2011)
رواية "المطرودون"..2012
2 ـ مجموعة قصصية لمعمر بختاوي،الناشر كلمات للنشر والطباعة والتوزيع،طبعة أولى2011 ، لوحة الغلاف الفنان المغربي نجيب وردي.
3 ـ هي على التوالي : الفتى الثائر/ أم البطل / صاحب العربة / كاهنة قرطاج / كان ياما كان/ المدرب/ الممثلة والمعطف / رأيت في المنام / المقامة الفرعونية / المقامة البسوسية/ الزعيم / الزعيم وظله / الأبناء الأشقياء/ أبو الهول/ محاكاة/ محرك الدمى/ المارد /نهاية اللعبة / السيد الغزاوي / الرجل الكلب / موسم الأوسمة / جدار بغلين/ المولود الجديد/ الراحلون/ الشيخ والفتى / الولد الشقي / المخطوف/ صاحب المعطف / المؤتمر.
4 ـ المولود الجديد / المدرب...ص60/ص17
5 ـ محاكاة / حدار بغلين ...ص41/ص58
6 ـ كلمة عن المارد ص3
7 ـ رأيت في المنام..ص23
8 ـ الفتى الثائر..ص7
9 ـ أم البطل..ص9
10 ـ المخطوف..ص68
11 ـ  الممثلة والمعطف..ص19
12 ـ كاهنة قرطاج..ص13
13 ـ الزعيم ..ص29
14 ـ أبو الهول..ص39
15 ـ السيد الغزاوي..ص53
16 ـ المخطوف..ص68
17 ـ أبو الهول..ص39
18 ـ كان يا ما كان..ص15
19 ـ الزعيم وظله..ص33
20 ـ المؤتمر..ص74
21 ـ المقامة الفرعونية / المقامة البسوسية..ص25/ص27
22 ـ الشيخ والفتى..ص64
23 ـ الراحلون..ص61
24 ـ الفتى الثائر..ص7
25 ـ أم البطل ..ص9
26  ـ صاحب العربة..ص11
27 ـ احالة على رواية سابقة  بالعنوان نفسه للكاتب "معمر بختاوي"
                                        القنيطرة في:06/07/2012




05/07/2012

المطرودون رواية ثانية لمعمّر بختاوي

 المطرودون
رواية
معمّر بختاوي
 لوحة الغلاف : محمد سعود
المطبعة : رابا نيت ¤ الرباط
الطبعة الأولى 2012




هنيئاً للصديق المبدع معمّر بختاوي بصدور روايته الثانية، التي تحمل عنوان : المطرودون، والتي تثري متن السرديّات المغربية