04/03/2011

حروب لا تنتهي

حين تدقّ طبول الحرب
نداء بلا ألحان
يسمع في كل أرجاء الكون
نعيقا يصمّ الآذان
يخفت نور العقل
و تشتعل النيران
...
يبدأ الكرنفال
 شرراً و نبالا
موتاً و وبالا
...
في كل مكان
تسيل الدماء
تسبى الإماء
تتكدس الأشلاء
فلا يموت الثور
ولا تكلّ الفرسان
...
و كلّ صبح
بعد مشرق الشمس
و قبل مغربها
تطول لائحة الضحايا
تملأ الجثث
و الأحقاد الزوايا
و لا تنتهي مصارعة الثيران
...
حين تزحف الحرب
تحرق أجنحة الكائنات
ويغلق باب السماء
تتكسّر المعاول
و سواعد الرجال
يجفّ الدمع
في عيون الأمّهات
...
كانت جميلة جدّاً
تلك المدينة التي شيدت
بالطين و الحصى
و عرق الفؤاد
...
أسكنت الفقراء قصورها
و اكتفيت بخيمة بلا أوتاد
هاجمني بعدها الغرباء
و صاحوا في وجهي
ارحل عن هذه البلاد
قلت هذه أرضي
أعرفها من ألوانها
خضرة زرقة وبياض
...
هنا كوخ أبي
فيه كانت الرغبة
وفيه فاجأ أمي المخاض
...
أحرق الغرباء مدينتي
أخذوا اللهب ليشعلوا حرائق أخرى
و وهبوني حسرة للذكرى
وبعض الرماد
...


الرباط  في 25/06/2009

الحسن رزوقي ©

© Yamal

2 commentaires:

  1. انها حقا قصيدة مفعمة بمرارة مأساة الانسان الذي يقاتل أخاه الانسان واني أتساءل ما جدوائية سفك الدماء؟وما غاية ان يسطو الانسان على حق اخيه؟؟
    ولعل شاعرنا الحبيب حسن الرزوقي الذي عايش كثيرا من الاحداث المليئة بالصراعات والحروب وبخاصة نكسة 1967 والصراع العربي الصهيوني كل هذه عوامل جعلت شاعرنا يفيض عاطفة للفقراء والغرباءفي بلدانهم والمقهورين المشردين منبلدانهم كما نلمس رمزية اللونين الابيض والازرق الدالة على العدوان الاسرائيلي ذلك السرطان الذي ينخر جسم امتنا العربية ولعل فكرة الصراع الذي لا تنفك عنه عقلية الغرب بزعامة امريكا يجعله دائما في حرب وسطو على مقدرات الامة ..انها بحق قصيدة تجيش عاطفة وحبا للسلام والخير والمحبة للوطن بل للعالم أجمع وصديقي حسن يستحق كل تقدير ..أجدت شاعرنا وشكرا

    RépondreSupprimer
  2. 6مارس اخوك عبد العزيز ابوشيار

    RépondreSupprimer