16/02/2010

السندباد في الألزاس


إلى أبي في أرض الغربة

ها أنتَ تودّعُ وجدةَ تتركها تتثاءبُ عندَ طلوعِ
الغَبَشِ الساقطِ منْ تنهيدةِ إيسلي التائهِ تتركُ بوّابتها خلفكَ
يتفجّرُ ظلّكَ قُدّامكَ يركلُ طنجةْ يلحسُ في رفّةِ
عينٍ أحجارَ الألزاسِ و زادكَ في الرحلةِ عضلاتكَ إنّا
صدّرناكَ مع اللّيمونِ و قلنا نحنُ كسبنا الألزاسَ و ما يخزنُ
هذا الألزاسْ

**

هذا الوطنُ الضائعُ و الغارقُ في عرصاتِ الجوعِ و في
مزرعةِ العطشِ الشاردِ يستوردُ لحمَ الضأنِ الغالي يرفضُ
إيمانكَ يرفضُ حتّى عضلاتكَ يدفعها ثمناً للّحمِ
المستورَدِ يسرقُ أنفي الأفطسُ من هذا اللّحمِ المستوردِ
رائحةً أشعرُ أنَّ جداولها نبعتْ منْ جسدي المتهالكِ
أسمعها في اللّيلِ تقصُّ عليَّ غريبَ القصصِ يا
أبتي بشقائقَ كانتْ تزهر في عضلاتكْ

**
لغتي هل تعرفها يا أبتي هل تتكلّمها في الألزاسِ معَ
الألزاسِ و هل تسمعها في الطرقاتِ و في أوراشِ الخوفْ

**
إنّي أسمعُ قافلةً عائدةً تتوسّطها أنتَ على صهوةِ
ناقتِكَ الواسعةِ العينينِ سعالكَ ينشرُ جدولهُ في بعضِ
شوارعِ وجدهْ
آهٍ هلْ تحلمُ يا أبتي بالعودهْ
هلْ تحلمُ يا أبتي بالعودهْ



العيون وجدة 01 . 02 . 1977


الأعمال الشعرية الكاملة رياحين الألم الجزء الأوّل
ص : 438 ـ 439
منشورات وزارة الثقافة 2010



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire