06/07/2011

أنا الزعيم

أنا الزعيم الحاكم الذي ترنو إليه جبابرة نصف الكرة الأرضية، ليس لي الحق في المشي في الشارع، والوقوف عند الكشك الصغير والتصفح في الجرائد، وشراء ما أريد وأشتهي

أنا الكبير والأكبر من كل كبير، ليس لي الحق في الخروج من بيتي، والمبيت عند أحد من أصدقائي أو صديقاتي

أنا محروم من شم روائح الحدائق التي في بلادي.. وشراء الخضر والفواكه التي تشتهيها نفسي..أنا محروم من الدخول إلى الحمام البلدي، ومن الاستلقاء على ظهري أو على بطني أو كيف أشاء ومتى أشاء

أنا الزعيم الحاكم، المطاع، المختال، المراوغ، المتبجح، المفلق، المتملّق، البتّار، القاتل، القتال، الجارج، الجراح، المستأسد، الذبّاح، القناص، الفاسد،الفسّاد، المفسد، والمستفسد، الرجّام، الراجم.. ليس من حقي أن أحمل قطعة نقدية بسيطة في جيبي مثل جميع خلق الله، وأن أشتري سيجارة بالتقسيط

أنا الزعيم ليس من حقي أن أجلس مع صديق حميم في مقهى بسيط. و أنظر إلى الموظفين الصغار، يدخنون بشراهة وينفثون مشاكلهم في الهواء

أنا الزعيم الأكبر.. العظيم الأوحد، الذي تنحني له هامات العظماء من الرجال المحملين بالنياشين والصولجانات، ليس من حقي المشي في الأسواق المتربة، حيث صور بالأسود والأبيض لنسوة تفترش الأرض، ويبعن دجاجاتهن وبيضهن أمام أبواب الأسواق

أنا الزعيم ليس من حقي أن أختلط بالناس في الحافلات، وأن ألامس أجسادهم ولو لنصف ساعة.. وأشم عرق البسطاء الذين ليس لهم مسابح، ولا أنهار ولابحار

أنا الزعيم محروم من الجلوس تحت شجرة إذا ألم بي التعب، والشرب من ماء جرّة موجودة على قارعة الطريق إذا عطشت، وقد وضعها أحدهم ليشرب بها عابرو السبيل ، رغبة في الأجر

أنا الزعيم الأوحد، اشتقت أكل حبة طماطم مع قطعة خبز، وتذوق مذاقها في حلقي وتحت لساني
أنا الزعيم ليس من حقي الخروج وحدي.. حتى في الخلاء يحيط بي الحراس
أليس من حقي أن أعرب عن رأيي كالآخرين..؟؟
أليس من حقي أن أجوب بين الأزقة، وأتأمل الأشجار ليلا، وأزور الحدائق الغناء، وأتفقد الحيوانات في أقفاصها.؟؟
أليس من حقي أن أزور مستشفيات بلادي وحدي، وأن أزور سجون بلادي وحدي.. أليس من حقي أن أؤدي فواتير الماء والكهرباء وحدي..وأن أتعب لكي أحصل على جواز السفر؟؟

أليس من حقي أن أدخل إدارة السجون لكي أطلع على مساجين بلدي، وأن أراقب عن كثب مزوري الانتخابات وحدي؟؟

أليس لي الحق في ركوب دراجة هوائية والتجول بين الأزقة في المساءات الرطبة. أليس من حقي أن أركب سيارة أجرة كبيرة، والتزاحم مع ستة أشخاص في يوم قائظ، أو أن أركب تاكسي صغير وأن أطل من النافذة على الموظفين وهم يهرولون نحو محطة القطار؟؟

أليس من حقي.. وأنا من أنا.. أن أركب مع بائع السمك، والبناء، والحداد، والدهان، ونادل المقهى في حافلة متجهة نحو الشرق

أنا الزعيم الحاكم، الثري، الغني، ليس من حقي فعل كل ما يحلو لي


تمارة 29.06.2011

© معمر بختاوي


© Yamal

1 commentaire: