بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف
المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاته وتحية طيبة لجمعية مؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم. وتحية طيبة
أيضا لجمعية أبركان للثقافة والتراث، كما
أود في مستهل كلمتي أن أشكرالحضور الكريم الذي يحضر من أجل الدفع بعجلة
الثقافة البطيئة الدوران ببلادنا إلى الأمام، هذا الحضور الكريم المداوم على تشجيع الطاقات الإبداعية في حراكها الثقافي، هذا الحضور الشغوف بالأدب
شعرا كان أو نثرا أو مسرحا أو تشكيلا هو الذي يساعد المبدع في هذه المدينة التواقة
للانعتاق من نير التهميش، على الاستمرار في العطاء، وبفضل هذه اللحمة الثقافية
سيزداد إقليم بركان تألقا، ونشاطا بإذن الله. قد يخجل البعض من تواجده في هذا
المكان الآن على اعتبار أن الحديث عن الثقافة والكتب والكلام عن الأدب عموما، هو
ضرب من الترف الفكري والثرثرة التي لا طائل من ورائها لدى شريحة واسعة من المجتمع بمن فيهم بعض المسؤولين في هذا البلد السعيد، لهؤلاء أقول لا تشغلوا بالكم بما
يقال عنا إذا أخذتم في الحسبان أن مجتمعنا لازال يرزح تحت نير الجهل والأمية. وعليه
فالمثقف المغربي يجد نفسه محاصرا بين كماشة ذات ثلاثة مخالب:
المخلب الأول الوزارة الوصية التي قبلت بالفتات من ميزانية الدولة، والتي تتذرع بفقرها
إزاء ما يطمح إليه المثقفون من دعم وتشجيع.
المخلب الثاني هو ذلك النوع من المسؤولين الذين يسرفون في الإنفاق على
مهرجانات ومواسم وتظاهرات يزعمون أنها ثقافية والثقافة منها براء، و تسيء للبلد
أكثر من أن تنفعه.
المخلب الثالث هو الرأي العام الغارق
في عتمة الجهل والأمية والفقر. وهذا المخلب هو الأشد خطرا على الثقافة ومحبي
الثقافة مبدعين ومتلقين، لأنه يبقى ألعوبة في يد المحتقرين للشأن الثقافي، يسخرونه
لتكريس نوع من الثقافة الهجينة في واقع مريض.
وبالرغم
من هذه المثبطات نحن هنا رغم قلة عددنا، ومحدودية إمكاناتنا، وانعدام مؤسسة ثقافية
ورسمية تأوينا، من أجل التواصل، إذ بتواصلنا المستمر وتضافر جهودنا نستطيع تخطي
العقبات.
فكما يقول المثل الصيني:"هناك مشكلة عويصة ولكن أيضا
فرصة سانحة للأفضل".
وعليه سيظل الكتاب رمزا للأمل والحياة علاوة على
كونه جزء رئيسيا من حضارة بني الإنسان علي مر العصور.
فكلما ضحى المبدع باقتطاع
جزء من مصروفه اليومي، وأخرج كتابا للوجود، واحتضنه محبو الإبداع احتفاء وحبا
للثقافة، نكون قد سددنا اللكمة تلو اللكمة لذلك الوجه القميء المستهتر بطموحاتنا، المتخوف
من أفكارنا. و مثل هؤلاء يكفينا قول العالم و الشاعر النيسابوري عمر الخيام فيهم:
صاحب من الناس كبار العقول
واترك الجهال اهل الفضول
واشرب نقيع السمِّ من عاقلِ
واسكب على الأرض دواء الجَهول
واترك الجهال اهل الفضول
واشرب نقيع السمِّ من عاقلِ
واسكب على الأرض دواء الجَهول
وتحية إبداعية راقية للجميع. فلولا حضوركم الدؤوب
وتشجيعكم المستمر لمثل هذه المناسبات الأدبية الجميلة، لما كنا اليوم نحتفي بهذا
الشيخ الجليل.
أحمد بلكَاسم
شكراً للصديق المبدع الغالي أحمد بلكَاسم على حسن ظنه بالبستان ... مع تحياتي ومتمنياتي له بمزيد من التألق في العوالم السرديّة
RépondreSupprimer