30/01/2011

جمعية أبركان للثقافة و التراث : مكتب جديد



الرئيس : محمد العتروس
نائب الرئيس : زكية مركَوم
الكاتب العام : ميمون احسايني
نائب الكاتب العام : إبراهيم فاتشات
أمين المال : أمين بولغالغ
نائب أمين المال : عبد السلام خنوسي
المستشارون
حسن عزماني
حسن المزوني
عبد الحفيظ مديوني
محمد بنسعيد
محمد رحو

28/01/2011

غرق


على جبين مدينتي
قسمات مذبوحة
تزحف في الدروب المتعبة
تمسح العرق
تشعل
الآلام المخبّأة
تفرّ الشواهد
تُحرق في الماء
تغرق
يقضمها الحوت
تلفظها الطرق
جثثاً مكسوّة
بالعلم المنسيّ
أدماها الأرق
تسيل كلّ صباح
تقبّل الأحلام
تئنّ
من
وجع
النهار
تخشى
النباح
ممزّقة على حدائق
الحرف
العصيّ
تصبّ نشيجها فوق
عصور الحرائق
تلبسها المدن الحبلى
بالدولار
تلامسها إيقاعات
الورق
 تجمع
  قصائدها
  المالحة
  فوق
  البحيرات
   يقودها
  الكلام اليابس
   لا تخلع نعليها
  تسقط
  من
  أعلى
  طبق
 

بوشرة ثابت ©

نافذة على ملامح الحياة

طبع و نشر : شركة مطابع الأنوار المغاربية ¤ وجدة
الطبعة الأولى : أكتوبر 2010

ص : 14 ¤ 15¤ 16
 
 
¤¤¤¤¤¤
 
هنيئاً للأخت الشاعرة بوشرة ثابت بصدور باكورتها الشعرية، و شكراً لها على تفضلها ببعض نصوص ديوانها،  و السماح بنشرها على البستان الشرقي ... و لها منّي التحية و التقدير

25/01/2011

كيف هي البيضاء؟

محمد سعود ¤ بركان
© Yamal

و نحن على طاولة، في إحدى مقاهي بركان، سألت الصديق محمد سعود الفنان عن حال البيضاء ... ابتسم ابتسامته البريئة الساخرة، فأجاب : كأنّنا لا نعيش فيها ... فتذكّرت لوحةً رسمها، بداية التحاقنا بمدينة المغرب، أعني الدار البيضاء، لوحةً بألوان غروبية مضطربة : الأسود يصطدم بالبرتقالي الصارخ و بالرمادي الكئيب، فيشكّل ذلك المزيج خطوطاً أفقيةً رامزةً إلى بناية فندقية فخمة منتصبة، بعجرفة، جنب المدينة القديمة الواطئة التعسة، معلنةً عن كسموبوليتيّة الفضاء المدينيّ، الذي سيمتصّ أزيد من عقدين من شبابنا نحن، القادمين من مجال يضبطه إيقاع الزراعة ... أين استقرّت تلك اللوحة؟ و كيف هي البيضاء، يا صاح !؟

...

تكسّر الموج على العنق
هُدّم مركز الألفين المَرْسَم و صفّر القطار
و كأنّه ما عرفتنا في البيضاء ديار
عشنا فيها
كأنّنا ما عشنا فيها


جمال الخلاّدي ©
بركان : 24.01.2011

19/01/2011

الغنسة

فوغال ¤ عين ألمو ¤ أعلى جبال بني يزناسن
© Yamal


رّباهُ أرقني ذا الحسـن رّباهُ ¤ والقلب فاض هوى والبين أضناه
لما مررت بهم لم أدر ما وقع ¤ سحر أصاب دمي لاتسألوا ما هو ؟
إن كانت الأقدار باللطف تنصرف ¤ فأنا هنا قدري بالهم ألقاه
ما لي أرى قمرا للخلق مبتسما ¤ قمري أنا أفل والغيم غشاه
كل الأحبة راحوا وما رجعوا ¤  أين الخليل إذا عز افتقدناه
طاروا وما وجدوا أملا لبغيتهم  ¤ كدأب فرخ الطير التحليق أعياه
 يا ليت شعري إذا ماهزني طلل ¤  وذكرت طيفكم أو كيف أنساه
حلمي أنا ذبل كورد مزهرة  ¤  قد مات من شجن والقطف ذواه
ذكراك يا عطرا آنست نوته ¤  بالشوق يغمرني والشعر غناه
وطفقت أسبح في زهر روضكم ¤  حيران كالطير مكسورا جناحاه
قلبي كموج البحر يرتج منتفضا ¤  كالفلك لا يدري أيان مرساه
على باب دربكم يسهر نجمي ¤  آه على زمن كم بت أرعاه
مر الغزال بنا استل لواحظه ¤  وبرمشه قتل هل يحيا قتلاه؟
يا ليت وصلي بها كان أخطأني ¤  أحيا به زمنا والصب يحياه
الناس قد هجعوا والليل منسدل ¤  كالشوك مضطجعي والنوم جافاه
ظمآنة روحي والكأس مترعة ¤  وليس يرويها الا ما أهواه
بركان يا ارض تعطي بلا  ¤ من عشقي  لك هاج في الروح ذكراه
وفُغَال يحرسها زرقاء بحرية ¤  فيطل مرتقبا كالنسر عيناه
كبرت معي الدفلى والكرم يعرفني ¤  والنهر يحضنني في الروض مجراه
يا برتقال الخير جنحت مزارعه ¤  فالقطف أسفله والغصن أعلاه
وهذه الخضراء بعينها انهمرت ¤  تسقي الحقول حيا ماء ما أنقاه
غيد سقين بها عقلي وقلبي معا ¤  فاعتلّ جسمي لهنّ والهجر أبلاه
المولعون بها شدوا رحالهم ¤  فأحمد وجمال بمروجها تاهوا
هاموا بها عشقا بعبيرها سكروا ¤  وكلما شربوا تسمع لهم آه
حي المجيد ثرى اهتزت مرابعه  ¤ الشمس ضاحكة والغيث رواه
فزوان حل به سرب الحمام فما ¤ تجدي الشباك إذا ما الدوح ناداه
عرج على الحلكَ يهديك نورسه  ¤  نهرا يعانقه بحر تمناه
ماأروع الماءين حينما التقيا ¤  فالنهر يحكي لموج البحر ذكراه
فزوان حل به سرب الحمام فما ¤ تجدي الشباك اذا ما الدوح ناداه
عرج على الحلك يهديك نورسه  ¤ نهرا يعانقه بحر تمناه
ماأروع الماءين حينما التقيا  ¤ فالنهر يحكي لموج البحر ذكراه
فالموج منكسر يتهادى من فرح ¤  رفقا فقبله بالصبر واساه
ما أمتع السمر بجوار موقدها ¤  والجدّة تحكي لغزا ومعناه
وبريحة الحناء عبقت ضفائرها ¤ تشدو بدندنة سبحانك الله
حفن الشعير بكف تحثوه فوق رحى ¤ وتديرها مهلا خيرا ترجاه
بيضاء غنستها خضراء سبحتها ¤ وتسبق الطير تسبيحا لمولاه
بالله أوصيك يا من تشيعني ¤ ان زارني الموت والأجل وافاه
لا تبعدوا قبري عن طيب روضتها ¤ يا منبع الخير في الخلد مثواه
 
عبد العزيز أبو شيار ©

 

© Yamal

17/01/2011

رحيل بنعبد الله الوكَوتي

بنعبد الله الوكَوتي شابّاً
صورة مأخوذة من كتابه : ذكريات مقاوم

توفي في الرباط بنعبد الله الوكَوتي
، يوم الأحد 16 يناير 2011



تعازينا إلى عائلته وأحبّته
...
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
 ...
إنّا لله و إنّا إليه راجعون

عن الساخر الخجول

© Yamal
 أحمد بلكَاسم ¤ راس الماء ¤ 15.01.2011

تحيّةً إلى أبناء مدينتنا الذين يصرّون على الحضور الإبداعي، و لا يرتكزون في ذلك إلاّ إلى مواهبهم و جيوبهم؛ هؤلاء الذين إذا تفحّص المتفحّص أعمالهم أنبأته عن جيل السبعينيّات و ما بعدها، و عمّا عاناه اجتماعياً، و ثقافياً، و عن تصوّراته الثقافية و تمثّلاته الاجتماعية . و من صانعي الجمال أولئك : أحمد بلكَاسم ، الذي نحتفي به اليوم، و بمجموعته القصصيّة الأولى، التي اصطفى لها لعنة باخوس عنوانا. هذه الأضمومة السردية المتفرّدة رؤيةً و بناءً، يذكّرني نسقها التعبيري، و شكلها الحكائي، و أجواؤها الطريفة بالأديب عزيز نيسين التركيّ الشهير، و بأحمد فارس الشدياق صاحب الساق على الساق
 نصوص مستمدّة من معين الحياة الذي لا ينضب، أسلوبها ساخر ساحر، مبدعها كالكتاب يؤنس و لا يملّ ، إلى السخرية لا إلى الهزل ميّال . و الومضات التاليات، المقتبسات من رسائل بعثها إلى أحد الخلاّن، على ذلك خير دليل . متحسّراً على ريعان الشباب قال

آه، يا عزيزي ! لقد مضت تلك الأيام مسرعةً كابتسامة الأطفال البريئة، و ربّما كانت أشبه بتلك الدجاجة التي اشتريناها، أيام زيارتنا لتازة الغرّاء، فأضحت كالصريم؛ و إنّك تذكر أوطيل الحمام الشعبي، و نحن نصارع البقّ في ليل بطيء الكواكب، و إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، هذه العبارة كنّا نردّدها تنبيهاً لمن تسوّل له نفسه النيل من البويرسة التي كنّا نحتفظ بشيء منها معنا

و مخبراً عن نتائج ما يعزّ فيه المرء أو يهان، يراعه بما يلي سال

هيه يا خنّاس ! ماذا عساه يكون فعل بك الوسواس، و قد ظهرت نتائج الامتحانات، و أذهلت عقول الطلبة و الناس، و لم يفرح بها سوى الأواكس ! لعلك على علم بنتائج شعبة التاريخ و الجغرافيا المثيرة للدهشة و الاستغراب . و قس على ذلك نتائج شعبة اللغة الإنجليزية و ... فكيف إذن تريد أن تكون نتائج شعبتك، التي أنت حامل لوائها، يا فارس زمانه، يا من استفاد من فلسفة شاعره المعرّي الموغلة في الزهد و التقشّف و البساطة و التعفّف ؟ ... أجل، أجب يا رائد البنيوية و محطّم أسطورة الأساطير تاريخ الفكر و المنطق و السيميائيات، يا آكل التراث أكلا لمّا، و محبّاً للراحة حبّاً جمّا ؟

غير أنّ ساخرنا إذ جدّ الجدّ قال

و أمّا بالنسبة لموضوع بحثي، إذا كنت تتذكّر، فيتناول قضية الموت من خلال قصيدة الرثاء في العصر الأموي : الخوارج و الشيعة نموذجاً، و المدخل عالجت فيه القضية قضية الموت في شعر مرحلة ما قبل الإسلام . و الفصل الأول تطرّقت فيه للقضية في عصر بني أميّة، و بالخصوص عند الخوارج و الشيعة . و أمّا الفصل الثاني و الأخير ففيه دراسة فنيّة لقصيدة الرثاء عند كلتا الفرقتين، و قراءة في قصيدة الرثاء الذاتي : مالك بن الريب نموذجاً ... الموضوع يبدو لي واضحاً سهلاً، و لكن مّا نعرف للويل ! على أيّة حال فأنا مقتنعُ تمام الاقتناع

و كفى بهذه المقتطفات من رسائل القرن الماضي، التي شتّان بينها و بين إيميلات الراهن، كفى بها مؤشّراتٍ دالاّتٍ على نزعة السخرية لدى أديبنا الموهوب . و إنّ الأدب  كما قال ماريو باركَاس يوسا ، هو أفضل ما تمّ اختراعه للوقاية من التعاسة . و إذا كنت لا أملك من الجِمال ما أهديه لصديقي أحمد فإنّي أهديه، من بكائية مالك بن الريب، بيتين لا يخفى على الأريب مغزاهما

تذكّرت من يبكي عليّ فلم أجدْ ¤ سوى السيف و الرمح الردينيّ باكيا
و أشقر خنذيذٍ يجرّ عنانــهُ  ¤       إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
...
أكتفي بهذه الإضاءات الخارجنصيّة، مختتماً كلمتي التقديمية

فهنيئاً، أيها المبدع المقتدر
و دمت للأقارب و الأصدقاء و الإبداع

جمال الخلاّدي ©
 
بركان : 14.11.2010





16/01/2011

الشعر


عندما يطرق الشعر
أبواب فؤادي
على الكلّ أن ينسحب
من ثغرات أبعادي
ليبقى الشعر وحده
و ذيوله الذهبية
تهيج في سهادي
 
ثريا أحناش

ليكن الليل...لتكن القصيدة

إبداعات مكتبة سلمى الثقافية : 11
مطبعة أنفو برنت فاس 2010

ص : 17

14/01/2011

موقع الفنّان محمد سعود



موقع جديد جميل للصديق الفناّن المقيم بالدار البيضاء : محمد سعود

بالمناسبة أتمنّى لفنّاننا مزيداً من العطاء الإبداعي و التألّق
 ...
 و في انتظار رؤية لوحاته معروضة في مدينة بركان، له منّي التحية و التقدير

13/01/2011

! تعال تعال


لا تنشد دفء الرماد
نحّ عنك الألم
نطّ على أصابع القدمين
نطّ عصفور
لا تخف إهاب أفعى
ولا خطوطاً حمْرا
قضمت حشرةً سودا
ادخل وادي الأشعار
واسكن الهنا


تعال تعال
تر زخارف الجبل
الفراشات في شعاب فوغال
تسمعْ حمحمة الخيول
وتُرح القدمين
في بحيرة النجوم


! تعال تعال
تر عرسان القصب
ودبيب الحلزون
بين زعفرانيّات
وبيضاوات الزهر

! تعال تعال
تر قوس قزح
وتسمعْ هديل الحمام


يا ذا الأشعار
طريقَ الآخرين دع
واقتف طريق التبن في العلا
إن سواد الهموم القلبَ علا
فماء البئر
درن الأيّام غاسل


جمال الخلاّدي ©

الدار البيضاء : 23.03.2010

 
النص الأصل بالأمازيغية
 
غاوْل غاوْل


أورْ ثْزقّْلد إيغْذن
افْقس ثذريّثْ
انْدَوْ خ ْ ثْفذنين
أندَوْ وّ جْضيض
أور تّكذذ أعبان أو فيغر
ذ إيشرّضن إيزكّاغن
إقضْون مقضَوْ فذْنيوْ
أذفْ إيغزرْ وّ والْ
إيلي ثهنيذ

غاوْل غاوْل
أتْوَليذْ إللْوش وّ ذْرار
إفرْططّا ذ وبريذ فّوغال
أتسلذ أحمحم يّيسان
أتكّذ إيضرن
ذ ثمْذا يّثْران

غاوْل غاوْل
أتْوَليذْ إيسلان أو غانيم
أمولّغْ وّ غلال
جار ثزفرانت ذ غدّو ملاّل

غاوْل غاوْل
أتْوَليذْ ثاسليث وّ نزار
أتسلذ أسرسر وّذبير
 
آ باب وّ وال
ادْج أبريذ يّوذان
اضْفر أبريذ إيلومان
مالا أول ذْ فان
أمان وّانو أذْسّيرذن
لحموم وّوسّان

 
جمال الخلاّدي ©

الدار البيضاء : 22.03.2010

10/01/2011

قراءة في ديوان أمضغها علكا أسود



 أصبح لحرائق العشق صنو يسمى "أمضغها علكا أسود" ... حينما زف لنا الشاعر محمد ميلود غرافي خبر مولوده الجديد و أفصح عن اسمه ، ذهبنا في الاِسم مذاهب شتى ولم يسعفنا بشيء سوى جملة واحدة مقتضبة 
 ستفهمون كل شيء بعد قراءة الأضمومة
 رغم أن تأويلات شتى كانت تتداولها الألسن عن مضغ(ها) العلك الأسود الذي ربما تفوح منه رائحة الحنق من تجربة عشق جديدة تركت في نفس الشاعر جرحا غائرا أبى إلا أن يحدثنا عنها بمرارة ويأس عكس الديوان الأول الذي كان فيه الشاعر مزهوا بعشقه يحكي توهج هذا العشق و يؤرخ له

ولكن كل تلك التأويلات ذهبت أدراج الرياح فاسم الديوان مستخرج من مطلع قصيدة
 C5
 التي ينبش فيها الشاعر في طفولته لينثر علينا الفوائد السبع للسنتيمات الخمس "الدورو" الذي كان أقصى ما نحلم به وأقسى على بعض القلوب أو الجيوب أن تجود به

من هنا إذن توارت صور الحنق والمرارة و اليأس التي عششت في مخيلتنا أسبوعا أو أسبوعين حتّى نزل الديوان إلى الأكشاك والمكتبات وغمرتنا صور أخرى بعد الغوص في محتوياته المليئة بالأمل والحنين لمرحلة الصبا وكل ذكرياتها الوردية

تبدد كل شيء إذن فكل تأويل أو قراءة أو نقد يجب أن ينبع من بين دفتي الأضمومة ليغني قاموسنا اللغوي بتعبيرات عذبة وصور جميلة عن الطفولة والحبيبة والغربة والوطن تترك في نفوسنا أثرا و تروي من جنائنا شجرا يعطي زهرا و شذا وثمرا كما تنبع الأنهار من جوف الجبال و تتجول بين المروج والغيطان

 ولم يعد عنوان الكتاب هو روحه وكل شيء فيه ... ولم يعد بمقدورنا أن نختزل الكتاب في مضغ العلك الأسود متى توفرت السنتيمات الخمس، بل لابد أن يتوفر للقارىء والمهتم ألفان من السنتيمات، وقليل من الوقت لحجز تذكرة و السفر عبر القصائد/ المحطات الست و العشرين و الصفحات الأربع و الستين والكلمات و الرموز والإشارات



و نأتي للسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : كيف الإمساك بتلابيب الشاعر؟

هل هي مجرد صدفة أن تمتنع القطة عن الأكل حين تمر دبابات المحتل في شوارع بغداد ص/8 ؟ هل هو امتناع يستنهض همم الخانعين أو مجرد تمنع أنثى؟

هي مثلي أو مثلك

لا تسعفها لغة أخرى

حين تعض

فالبعض لهم من العنفوان ما يكفي و يزيد و لكن لا تسعفهم اللغة فيكتبون قصائد بعضة أو صرخة أو أنين ، عكس الكثيرين الذين تسعفهم اللغة و لكن لا يعضون و يستطيبون الأكل حين تمر دبابات المحتل و فيالق الموت أيضا
(...)

 قال الشيخ و تمتم قافيتين
(...) 
التربة هذي المرة بيضاء
سرب حروف تتوزع مثل عساكر

جاء العسكر مثل جراد

جاء إمام العسكر

ألقى في وجه الشيخ حروفا تتقيأ مثل : أرى رأسا يانعة و لسانك أطول

كانت و لازالت الكتابة عموما والإبداع خصوصا زندقة و الشعر صنعة و تهمة فتحسسوا أيها الكتاب و شيوخ الكلمة رقابكم كل صباح
(...)

حان القطف.... ص/60

تستبد بنا الحيرة ويستعصي علينا الفهم كيف يبتاع الوهراني من البركاني سيارة في تولوز؟ (ص/ 60 ) كيف يلتقي المغربي و الجزائري في فرنسا و تلغى الحدود في تولوز؟ بينما تقف نفس الحدود سدا منيعا أمام الأشقاء وتمنعهم من الاِلتقاء والبناء وتبادل السلع والخدمات ؟ وحين تسعل الزرقاء / السيارة يعجز صانعها عن منعها من السعال و هو مخترعها ويعلم كل تفاصيل جسدها ويعمل في ظروف جد مريحة بينما يستطيع زنجي قادم من أدغال أفريقيا لا أوراق له أن يروضها كما روض الفهود و الأسود في بلاده قبل أن تطأ أقدامه تولوز ويكتشف العطر الباريسي

و عطر الحرية و الأنوار

أين هي الزرقاء الآن ؟

هي حتما في الغزوات الآن

تقل البنزين

إلى وجدة

البنزين شريان الحياة لكن لا عطر له ؟ والزرقاء تتكفل بمهمة نقله من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى لكي تقصر المسافات وتستمر الحياة رغم إقفال الحدود من طرف إمام العسكر هناك
...
كيف استطاعت الزرقاء أن توحد الأضداد ؟

بركاني يعانق وهرانيا في تولوز والسيارة هي همزة الوصل... زنجي لا أوراق له ولا ماضيا تكنولوجيا له يستوعب تقنية إصلاح السيارات تحت المطر بينما يعجز الباريسي مخترع الآلة منذ قرنين ونيف و مصدرها عن الإلمام بأعطابها و الزرقاء هي السبب

الزرقاء هي السبب كما كانت المروحة هي السبب في تقطيع أوصال المغرب الكبير منذ قرنين ونيف بحجة نشر الأنوار والحرية والمدنية والعطرالباريسي

حدود تخترق وتمحى في واضحة النهار و تفك الزرقاء أسرارها و أزرارها كي تتجول بين ثنايا الجسد و تمنع تقطيع أوصاله شعوبا و قبائل لا تلتقي إلا في ساحات الوغى وبيانات الأمم المتحدة حول المفقودين و اللاجئين و الجرحى ...بينما يعجز الساسة عن فعل ذلك
...
نحن عهدنا السيارات مستهلكة للبنزين ، نهمة في شربه وتحويله إلى دخان و أكسدة تمنع الحياة وتنذر بمصاعب ومصائب جمة ولكن الزرقاء كالشمعة تحترق كي تستفيد السيارات الفارهات على طرفي الحدود التي تتباهى الزرقاء بدوسها بينما تجبن الأخريات في صنع ذلك...هل يتعلق الأمر حقا بآلة خرساء جامدة ؟ أم بزرقاء على شاكلة زرقاء اليمامة حاولت أن تنبه قومها و تنذرهم قبل فوات الأوان ولكنهم بغبائهم لم يستفيدوا من أقوالها و أفعالها...؟



© الحسن رزوقي

08/01/2011

لقاء تواصلي

هذه صور من الأمسية الثقافية الرائعة التي التقى خلالها بعض مبدعي مدينة بركان بمجموعة من تلامذة ثانوية ملوية و نخبة من مواهبها الأدبية، حيث وقّع القاص أحمد بلكَاسم مجموعته القصصية : لعنة باخوس
  مساء الجمعة : 07 يناير 2011

© Yamal

جزء من حضور الأمسية الثقافية المشار إليها
في مقدمة الصورة يساراً
 الأديب محمد العتروس و الأخ رمضان مهداوي

 © Yamal

القاص أحمد بلكَاسم رفقة الأستاذين : محمّد رحّو و حسن عزّيماني

 © Yamal

القاص أحمد بلكَاسم رفقة الأستاذ الباحث محمّد رحّو


© Yamal

المبدع أحمد بلكَاسم يقرأ إحدى قصصه القصيرة
...
و نحن، في البستان الشرقي، نشكر الذين أسهموا، بقسط أو بآخر، في إنجاح تلك الأمسيّة جميعهم ... و نرحبّ بإسهامات البراعم الأدبية و الفنية لإغناء هذه المدوّنة