ملحك أمّي تحت رأسي
تبعد عنّي كلّ بأس
ذات ليلة
شابتني وساوس شيطان
لم ير مثله في كلّ الأزمان شيطان
فمه بركان
صوته قصف يرعد الشجعان
عيناه سهام ملتهبة
رأسه أنبتت سبعة
ذيله المعقوفة تسعة
و لسانه أطول من ثعبان
ينفث السم نفثا
يسعى نحو اللاهي عنه سعيا
يرمي من زاغ به النسيان
عن ملح الأمومة والحنان
بالردى القاتل رميا
زارني يا بن أمّي شيطان
كنت في ليلتي ظمآن
فرشفت من الكأس بسمة
و نثرت من الزهر أوراقا
و صنعت من العود لحناً راقا
و ذكرت الزائر بغتة
عفوك، من أنت؟
قال لي : أنا
...
إنسان
هلّلت له
أهديته كأس الأخوّة
لكنّه أبدى النبوة
و احتسى أوّل رشفة
و نأى منّي بغتة
ثمّ فحّ بوجهي
ويحك قد أرشفتني
ملح أمّك
ملحك أمّي تحت رأسي
تبعد عنّي شرّ إنسان
عزيز الحسين
بركان ¤ 1965
ديوان : تلك الأيام
صص : 42 ـ 44
الطبعة الأولى 2008
دار أبي رقراق للطباعة و النشر ¤ الرباط
من ذاق ملح الأم
RépondreSupprimerأمن الدار ومن بالدار
وما أملح العتبة وما بعد العتبة
قصيدة وأي قصيدة؟!