باسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
و السلام على الجميع صغاراً و كباراً
و بعد، فليت قلمي يتصيّد التعبير المناسب لهذا المقام ... فالسعادة تغمرني بحضور هذه الأمسية الثقافية، في هذه المؤسسة التربويّة العتيدة، التي درستْ فيها نخبة من أبناء أبركان هامّة، تفوّقت في ميادين عديدة : إنسانيّات و علوماً، داخل الوطن و خارجه. و لو انبرينا لذكر الأسماء اللاّمعة لاحتجنا إلى وقت غير يسير ... وأنا حاضر ههنا باعتباري من قدامى تلامذة ابن رشد. فهنا أدّيت امتحان الشهادة الابتدائية، و درست المرحلة الإعداديّة، بداية السبعينيّات. وولجت مكتبة هذه الثانوية برهبة، و أخذت منها كتباً ساحرة عجيبة. و لا أنسى الجائزة التي حصلت عليها، ذات موسم دراسيّ، و كانت عبارة عن كتب ما زلت محافظاً عليها، و كان لأحدها عظيم الأثر على ذائقتي الفنيّة. أعني كتاب فن الأدب للأديب توفيق الحكيم. والنصّ الذي أستسمحكم لقراءته، كتبته بعد أن أخبرني أخي الفاضل الأستاذ الشاعر عبد العزيز أبو شيار بالدعوة الكريمة للمشاركة في هذه الأمسية الإبداعية . وقد لمّحت في النصّ إلى أجواء دراستي في ابن رشد. و كلمة الهايكو الواردة فيه تعني تقليداً شعريّاً من التقاليد الإبداعيّة اليابانيّة، يتميّز بتكثيف المعاني في الكلمات القليلة. أمّا الخيّام فهو الرياضيّ و الشاعر الشهير برباعيّاته : عمر الخيّام. وقبل قراءة النص، أتقدم بالشكر الجزيل مرفوقاً بالتقدير الكامل، لمدير هذه المؤسسة الغالية، وطاقمها الإداريّ كلّه، و لهيئتها التدريسية، و أعوانها المحترمين، و إلى تلامذتها ذكوراً و إناثاً ... فهنيئاً، لكم و لنا بإنجاز هذا النشاط الثقافيّ البهيج، الذي سيظلّ بذاكرتنا عالقاً. و بانحناء التواضع و التقدير إليكم النص، و هو تحت عنوان : بوّابة ابن رشد
© Yamal ¤ Archive
ماذا ترك الأوائلُ والشعر ومضٌ ومضايقُ؟
… … …
عرقُ العمامات والمناجلُ
درّاجةُ الهواءِ، الأصيلُ والنسائمُ
خطْواتٌ، أوراقٌ معالمُ
حلْقاتُ الشيوخِ، الصدى واللّقالقُ
دفاترُ الخيال أوكارٌ ووسائدُ
إلى ابن رشدٍ فيه العلا والفوائدُ
لهُ الذكرياتُ الفرائدُ
الدوّاسةُ، طريقُ الساقيةِ، دعاءُ الخيرِ
الشقائقُ الحُمْرُ واليعاسيبُ
الرياح الهوجُ والصحابُ
الحكايا البدائعُ الطرائفُ
الحالم بالرُّبى والسهلِ والذّرى
القرويُّ الأَغْوَتْهُ الأغصانُ الرواقصُ
أنا العَلَّمَتْهُ السنابلُ والبيادرُ
لي في نَوْرِ الصبّار مآربُ
شاعري وأنت الباسمُ
اكتبْ فالحرفُ بلْسَمٌ والثواني سوانحُ
يا بوّابةَ الرهبةِ والأحلامْ
دخلتُ بستانَ الكلامْ
تملَّيْتُ كَرَزَ الهايْكو
زهْراتِ الخيّامِ، هلْ ناح اليمامْ
كتبْتُ ما انْطَوَتْ عليهِ الأضالعُ
كوتْني الحروفُ الفواضحُ
غنِّ فَلِلْغنا مواكبُ
غنّيْتُ الهشيمَ والأيّامُ فواجعُ
فأخْرستني القصبات الجوارحُ
بركان : 03.06.2011
جمال الخلاّدي ©
في ساحة ابن رشد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire