26/12/2011

معلمي




© Yamal


إلى كلّ المعلمين ... مع تقديري

كان يقطع الشارع ببطء
يتوكأ على عصاه
مازال يحتفظ بشاربه الفتيل
و يبتسم في حنان
هذا معلمي
الذي أضاع عمره الجليل
في تهذيبنا
هذا الذي أنار لنا السبيل
هذا الذي استقبلنا زمان
...
يمشي و يذرع الصفوف
كما لو كان فارسا على حصان
يسألنا عن الأسماء و الأفعال
عن ظروف المكان
عن الضمائر
ألا تزال حية ضمائر الناس في هذا الزمان؟
يسألنا عن جداول الحساب
يصرخ في وجوهنا
هل يستقيم جدول بلا برهان؟
يمشي و يذرع الصفوف
و العصا في يديه كأنها صولجان
يقطب حاجبيه
إن أخطأنا آية من القرآن
يمطرنا بوعظ لا ينتهي
بعبر الأولين
و وصايا لقمان
هلك الجاهلون بالطوفان
أبحرت سفينة نوح
و سفينتنا يلزمها بعض الوقت
كي تبحر
يلزمها بعض الألواح
بعض الأقلام
و زوابع في الأذهان
فاستعد لرحلة الألف ميل أيها الربان
انطلق لرحلة الضوء
و احمل كل الصبيان
و ادع الماء
يغيّر مجرى النّهر
سينحسر الطوفان حتما
تتلاشى الجدران
تثمر الأشجار فوق جباهنا
تقصر المسافات
و تعلو رايات العرفان
...
تعلموا يا صغاري
بالعلم يقرأ الكون بلا ترجمان
بالعلم تنفذون من أقطار السموات و الأرض
" و لن تنفذوا إلا بسلطان.."

 بركان ¤ أكتوبر 2011

الحسن رزوقي


Madeleine Ley (1901-1981)

2 commentaires:

  1. أبحرت سفينة نوح"
    و سفينتنا يلزمها بعض الوقت
    كي تبحر
    يلزمها بعض الألواح
    بعض الأقلام
    و زوابع في الأذهان
    فاستعد لرحلة الألف ميل أيها الربان
    انطلق لرحلة الضوء
    و احمل كل الصبيان
    الماضي والراهن والآت"هي القصيدة ذاكرة واستشراف معا.لا غاضى نبع شعرك يا حسن

    RépondreSupprimer
  2. أشكرك جزيل الشكر ياحارس العين النعسانة سيعود الربيع حتما و تستفيق العين و تجود بخيراتها و تخضر الأرض وتنتشي اللقالق من حسن هذه المكان الذي يفيض جمالا و عشقا و حنينا و لكل عين حارسها و شاعرعا و عين الله تحرسك و في انتظار جديدك
    أخوك الحسن رزوقي ..................................

    RépondreSupprimer