12/02/2012

حوار مع الروائي عبد الباسط زخنيني


يسر مدونة البستان الشرقي أن تفتتح حواراتها بحوار  مع المبدع الموهوب، الروائي الواعد : عبد الباسط زخنيني، متمنية لزوارها قضاء لحظات ممتعة معه 
  

السؤال الأول :

 شكراً للأخ المبدع عبد الباسط على قبول إجراء هذا الحوار . بداية حبذا لو قدمت لزوار مدونة البستان الشرقي نبذة عن حياتك

أنا من يتوجب عليه الشكر ..شكراً لكم
عبد الباسط زخنيني من مواليد سنة  1978 بالسليمانية, في ضواحي مدينة بركان. حاصل على البكالوريا سنة 1997 تخصص آداب عصرية, حاصل على بكالوريا حرة بنفس الشعبة في سنة 2001 , حاصل على الإجازة في اللغة الفرنسية و آدابها تخصص آداب سنة 2005 . يعمل حاليا أستاذاً للتعليم الابتدائي . له روايتان صادرتان حتى الآن : نعمة الأشقياء و روح شردتها الرياح, و اثنتان أخريان في طور المعالجة .

السؤال الثاني :

صدّرت بعض مقاطع روايتك روح شردتها الرياح بأقوال لأدباء يكتبون بالفرنسية كإدريس شرايبي و لاروشفوكو ... ما علاقتك بالأدب الفرنكوفوني؟

الأدب الفرنكوفوني , بالنسبة الي, هو البوابة التي دخلت منها على ألأدب, خاصة,  الكتابات المغاربية في هذا المجال , و ما ساعدني في 
 ذلك هو دراساتي الجامعية. طبعا كانت لي ميول أدبية قبلهذه الفترة, لكن مع اطلاعي على الأدب الفرنكوفوني يمكنني أن أتحدث عن مرحلة تقعيد, هنا بدأت أضع اللبنات, و هنا أخدت أرصصها الواحدة بجانب الأخرى.  إدريس شرايبي كان نقطة تحول في مساري, كنت ألتهم رواياته بنهم, أتابعها كالمهووس : الماضي البسيط, خلافة مفتوحة, أم الربيع, ولادة في الفجر ... بعدها أردت أن أوسع حقل رِؤيتي, لم يعد الأدب الفرنكوفوني وحده يكفيني, أردت أن أطلع على أدب العالم بإسرههكذا امتدت يدي الى الأدب العربي, و بعدها الى أعمال باولو كويلهو, غابرييل غارسيا ماركيز, جاستن غردر, جورج أمادو, كونديرا, وي هيوي ...

السؤال الثالث :

 كنت غارقاً في أحلامي و خواطري، و احتفظت بالقلم كآخر ورقة و أربحها لا محالة، فقد صدقته شعوري فصدقني عبراته، زوجته نفسي فقبل بزيجتي  ... أقسمت له أن لن أخلو سبيله، فأقسم لي أن لن يبرح روحي  إلاّ إذا خرجت من هذه الدار محمولاً على آلة حدباء لا مناص للآدمي منها
 نعمة الأشقياء ص :9
هل الكتابة، بالنسبة اليك، ضرورة ؟

لا, الكتابة بالنسبة إليّ ليست ضرورة,  إنها أكثر من ضرورة, هي في الواقع صك أتصالح به مع نفسي .. لا أستطيع أن أحتمل نفسي دون أن أكتب, لا أرى عقارا آخر غير القلم أسكت به هذه النفس ...

السؤال الرابع :

 أنجزت بحث نيل الإجازة في اللغة الفرنسية عن التقنيات الروائية من خلال أعمال إدريس  شرايبي و الطاهر بنجلون ... ما رأيك في التقنيات الموظفة في الرواية العربية المعاصرة، حسب مطالعاتك؟

عندما نتحدث عن الرواية يجب أن نميز بين الرواية و الرواية الجديدة     nouveau roman, مع هذه الرواية الجديدة التي سجلت دخولها لحقل الأدب مع خمسينيات القرن المنصرم, على ما أظن , وقعت خلخلة في بنيات هذا الفن و أهدافه, المواضيع المتطرق إليها و الجانب الفني  لهذا الجنس الأدبي, في هذا الجانب الفني يمكننا أن نتحدث عن تقنيات الكتابة.  بدءً من هذا التاريخ أصبح العالم كله يفور, تحولات تدريجية عرفتها الرواية, أمام هذا الزخم, أمام هذه الحركية لم يعد متاحا للرواية العربية أن تبقى مكتوفة الأيدي, و  هذا  ما حدث حقا. تحركت أقلام المبدعين لتصب في  هذا  الجانب. أصبحنا نرى أشياء جديدة لم تخطر ببالنا أبدا. عبد الرحمن منيف التجأ إلى ازدواجية الراوي في شرق المتوسط و الأشجار و اغتيال مرزوق, في حين  ذهب  بهاء طاهر إلى تعدد الرواة, كل شخصية تتحدث  عن نفسها بنفسها في واحة الغروب. أما علاء الأسواني فاختار تعدد الأبطال متخطيا  بذلك فكرة البطل الواحد, البطل الباني, النبيل التي كانت سائدة في الرواية الكلاسيكية . خالد الخميسي أعطى مساحة واسعة للهجة المصرية حتى أصبحت أعماله نصوصا كاملة بالدارجة المصرية تتخللها مقاطع بالفصحى . أحمد مراد أصبح يلعب بالزمان و المكان بحرية أكبر, و كأنها تحركات كاميرا إلى الأمام و  إلى الوراء في فيلم سينمائي مطول, مستفيدا من خبرته في هذا المجال. و رجاء عبد الله الصانع الكاتبة السعودية الواعدة أقحمت تقنيات الشبكة العنكبوتية في روايتها بنات الرياض التي هي عبارة عن إيميلات تلاحق سيرة أربعة فتيات سعوديات, منتقدة بذلك المجتمع السعودي ذا الديكور المؤثث  جيداً من الخارج و المنخور من الداخل و خاصة فيما يتعلق بتعامله مع المرأة .. و هناك أمثلة كثيرة أخرى ... ما أردت قوله هو أن هناك تجاوبا للرواية العربية مع نداء نظيراتها من باقي اصقاع العالم فيما يخص تقنيات الكتابة 

السؤال الخامس :


 ورد في منجزك الروائي ما يشي بشاعريتك : عيون رشيدة لن تعود . (نعمة الأشقياء ، ص : 30) و احترق وقود الروح (روح شردتها الرياح . ص :109) ... فما الشعر الذي يستهويك ؟

قبل أن أنحاز الى الرواية كنت أكتب الشعر, لم أقل كنت شاعرا لأن  هذه  الكلمة ترهبني, فأن تجد نفسك أمام ركام تاريخي هائل في ه هذا  الصدد تحس نفسك صغيرا و صغيرا جدا حتى انك تراقب كل   كلمة  تصدر عنك بدقة , علك تسيىء إلى أحد دون أن تعمد إلى ذلك. لا أريد  بهذا  أن أحتقر أعمال مبدعينا في هذا الجانب , لا , أبدا, أكثر من  ذلك فأنا أشد على أيديهم, لأنهم حقا قدموا الشيء الكثير للشعر  و أثروا مكتباتنا بمنجزاتهم الرائعة.
عندما بدأت أكتب الشعر, طبعا و كغالبية من يلج هدا الميدان, كان يستهويني الشعر الرومنسي, بعدها تعلقت بالتيار العبثي , و الآن أجد نفسي مشدودا أكثر بشعر المقاومة : أعمال أحمدمطر و محمود درويش, و خاصة كتابات مظفر النواب

السؤال السادس :

أحب بركان، أحب  هذه المدينة لأنها منطوية على أسرارها، أحب خضرة منظرها  ووفرة خيراتها و نقاء هوائها ... و قبل هذا كله أحبها لأنها منبتي و مسقط رأسي .  نعمة الأشقياء ص : 42
 قد بدأت مدينتنا الزراعية تتململ ثقافيا ... فما رأي المبدع عبد الباسط في ما أنجزه أبناء بركان من روايات؟

حتى أكون صادقا فأنا لم أطلع على الكثير من روايات أبناء مدينتي العزيزة, و هذا أعتبره تقصيرا من جانبي ألوم نفسي عليه, لكن في  ذلك الشيء القليل الذي قرأته : أوراق الرماد لمحمد العتروس, أمواج الروح و مرايا لمصطفى شعبان, بعض أعمال محمد برمضان , و أعمال أخرى لمست أن هناك صنعة, هناك تمكن من آليات و دواليب تحرك 
هذا الفن , و هناك رسائل واضحة تبعثها هذه النصوص تنتظر آذاناً 
  تلتقطها و تعيها.. و هذا شيء جيد أتمنى أن يسير في خط تصاعدي كما و شكلا.


السؤال السابع :

 ما هي هواياتك بعيداً عن مجال الكتابة؟

 إضافة إلى الآداب أحب السينما لكن كمتلق , وأحب الموسيقى, لكن هذه المرة كفاعل و متلق و ذلك أني أدرس الموسيقى تخصص آلة العود ..  أحب هذه الآلة و إن كنت أتقدم بوتيرة ثقيلة متعثرة

الروائي عبد الباسط زخنيني ¤ بركان
©Yamal

نعمة الأشقياء
رواية
عبد الباسط زخنيني
الطبعة الأولى 2007
 مطبعة الجسور ¤  وجدة


روح شردتها الرياح
 رواية 
عبد الباسط زخنيني
جائزة
2M
الأولى للإبداع الأدبي 
المنشورات الثانية 2007/2008


مدوّنة البستان الشرقي إذ تجدّد الشكر للمبدع عبد الباسط زخنيني ، تتمنى له التوفيق في مسيرته الإبداعية، كما تتمنى أن تتوفر نسخ من  روايتيه في مدينة بركان و وجدة والشرق عموماً، حتّى يتمكن القراء من التعرف إلى تجربته السردية الواعدة

أعد الحوار جمال الخلادي

4 commentaires:

  1. narjou li moubdi3ina abdelbasset zekhnini almazid mina ttaallou9 wl3atae fi majal arriwayah
    abouchiar

    RépondreSupprimer
  2. abdelbasset yastamid ibda3o min insaniyato,howa chakhs yoharib hata yab9a insan!yarda an yakoun ma3zol w gharib 3la an yakon maskh mohat bi achbah.

    RépondreSupprimer