26/04/2012

مصطفى شعبان في ضيافة البستان الشرقي


نشكر المبدع مصطفى شعبان على إجابته عن أسئلتنا من باريس، عبر البريد الإلكتروني، ونرجو أن يجد فيها زوار البستان الشرقي فائدة و متعة



مصطفى شعبان : كاتب مغربي مقيم في باريس. حاصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول - وجدة.  وشهادة الدراسات المعمقة في تاريخ الفكر والفلسفة بجامعة باريس . ودبلوم الدراسات المعمقة في الدراسات الشرقية . يكتب الرواية والقصة، تستهويه منها مواضيع الهجرة والاغتراب، مما يحق أن نصف أدبه بأدب المهجر. وقد نشر أول عمل روائي عنونه ب:  أمواج الروح  - سيرة مهاجر سري في باريس. سنة 1998 في ثلاث طبعات ثم رواية معنونة ب: مرايا 2008 . ومجموعة قصصية عنونها ب: وردة الشاعر 2008.

 ننطلق من البدايات، ما هي الملامح والذكريات الباقية من أيام الصبا ؟ وهل تستلهم في كتابتك
مخزون تلك المرحلة؟


     - أعتقد ان الذاكرة تشكل مادة خصبة للابداع والمبدعين. و بالنسبة  للكاتب في المهجر فكل حياته التي عاشها في البلد هي مادة للحنين والذكريات. وتحضرني أحيانا هذه المادة للابداع. السوق في رواية :"مرايا"  كمكان ومتخيل للابداع هو جرس من الماضي يدق في الحاضر لكن بعوالم مختلفة.                                                    
                                 
 ماذا أضافت الهجرة لتجربة الأستاذ مصطفى شعبان الإبداعية؟    
                              
  -الهجرة جاءت بالانعطافة من محاولات الشعر الى النثر.

 ننتقل إلى الحياة العملية، كيف استطعت التوفيق بين المبدع و المهاجر المشغول بالواقع اليومي؟ 

فعلا التوفيق بين الواقع اليومي والعمل الابداعي صعب لكن كل شيء يهون في سبيل الابداع فهو عمر ينضاف الى حياة المبدع. وكما يقول التعبير المغربي "عذابه راحة".  

 الكتابة تحتاج إلى جو منفتح، و هذا قد يكون غير متوفر عربيا نسبيا، أنت تطمح للكتابة بخلفية 
 منفتحة و لكن القراء يوجدون في الضفة الأخرى كيف أمكنك أن تتخطى هذه الحواجز في كتاباتك ؟


   - أعتقد أن جو الكتابة أصبح اليوم أكثر انفتاحا وخاصة مع ثورة المعلوميات وثورة الربيع العربي. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فالكاتب حينما يكتب يحاول أن يؤسس لشيء يسجل به خصوصيته ويغرس نفسه داخل تراث الإنسانية. يغرف من التراث ومن علوم أخرى تشكل مع القارئ قاعدة مشتركة. فهو يكتب لمتلق يستحضره في ذهنه ويريد التواصل معه. ولعل هذا الهم يسكن اهتمامات كل مبدع ليؤسس هويته التعبيرية ويضفي على إبداعه جمالية. وكتابي الأول أمواج الروح قد كُتِب له شيء من التجاوب مع المتلقي من هذه الزاوية فظهر في ثلاث طبعات و الرابعة في طريق الإنجاز.    

 أين تجد نفسك أكثر في القصة القصيرة أو في الرواية ؟ 

       - في الحقيقة أحببت الشعر ولم تطاوعني القوافي. كنت أحفظ الشعر في المرحلة الجامعية لعل الموهبة تنضج وأقرض شعرا. لكن لم أوفق في ذلك باستثناء محاولات لم يكتب لها النشر. وتحولت الموهبة في درب الغربة والاغتراب من الشعر إلى النثر وكان كتاب: أمواج الروح  سيرة مهاجر سري في باريس، هي ثمرة تلك الانعطافة من الشعر إلى النثر. أعتقد أن المواضيع هي التي تختار كيف سيكون قالبها السردي ويتحول المبدع أداة طيعة لها. هي أحوال ومقامات للمبدع المريد في تجليات الابداع. 



هل تشبه شخوصك أناساً حقيقيين صادفتهم في حياتك أو هي شخصيات من صميم الخيال ؟   

   - أعتقد أن تحديد العلاقة بين الحقيقة الادبية والواقع أمر صعب المنال فاالشخوص الإبداعية هي شخوص ورقية تتحرك في العمل الإبداعي بحرية . قد يستلهم المبدع شخصياته الفنية من بعض الشخصيات الموجودة فعلا في الواقع، إما ليكتب عنها صراحة أو يوظف شيئا منها أو... فشخصية المدني "الفكرور" في رواية : "مرايا" شخصية استلهمتها من شخصية واقعية كانت تأتي الى مقهى يأتيه المهاجرون، فوظفت بعض عوالمه في الرواية، لكن مسار الشخصية في الواقع ليس هو مسار الشخصية - الفنية- في الرواية . شخصية حنظلة: استلهمتها من قصة واقعية سمعتها في وقت ليس هو زمن الكتابة وكتبت عنها في زمن لاحق. لكن، لا الاسم ولا مسار الحكي يوافقان ما يرتبط بالواقع، فقد وظفت حنظلة بالشحنة التاريخية لناجي العلي. كذلك بالنسبة لشخصية :نيكولا في قصة "العبارة" استلهمتها من رجل متشرد ينام في العراء بجانب الكنيسة، لم أكن اعرف الرجل ولا اسمه ولم  أكلمه يوما. شدني تعلقه بالكتاب وهو يبيت في العراء. كنت  ألحظه حين  أخرج في الصباح من المنزل وحين  أعود. وهناك الكثير من هذه النماذج في باريس التي تعشق المطالعة حتى وان افترشت الأرض والتحفت السماء. لكن حين كنت  أكتب، كنت أستحضر الرجل في ذهني وتعلقه بالكتاب. فمساره في القصة ليس هو مسار الرجل الحقيقي الذي يبيت بجانب الكنيسة. فعلا شخصيته واقعية من حيث الحافز وفنية من حيث الابداع.

 حدّثنا عن تجربتك مع عالم النشر و التوزيع.                                                      
  
      -عن تجربتي مع عالم النشر ربما قد أكون محظوظا فالعمل الأول:  أمواج الروح  سيرة مهاجر سري في باريس.ظهر بفضل مدير مطبعة تريفة الاستاذ بنعيسى الذي بدد الصعاب، ورأى العمل النور في طبعته الأولى 1998 ثم تلتها الطبعة الثانية والثالثة. وبالنسبة لرواية :"مرايا" فقد دعمت من وزارة الثقافة. لكن الصعاب كانت في التوزيع . يكتب الكاتب ليتواصل مع القارئ وإلا لماذا يكتب؟

هل تتابع الحراك الثقافي في المغرب عموما و في بركان على وجه الخصوص ؟ما رأيك فيه؟  

     -إذا نظرت إلى المسألة من زاوية  الإبداع سواء أكان هذا الإبداع شعرا، أم قصة ،أم رواية، فرقعة الإبداع في اتساع مستمر، وتشارك فيه الأسماء الجديدة باستمرار، وتترك بصماتها على المشهد الأدبي المغربي بشكل متميز .أما إذا نظرت إلى الأمر من زاوية المشاركة -المقروئية- باعتبار المتلقي جزءً من العملية الابداعية فسيكون تقييم الحراك الأدبي في المغرب أو الوطن العربي   أنّه  في تراجع، و يعاني من أزمة القراءة ومواكبة الحراك الإبداعي. ناهيك عن المواكبة النقدية التي لا تواكب الابداع. ومدينة بركان تسجل حضورها بشكل لافت في المشهد الادبي المغربي، فهنيئا لها بهذا الإنجاز .

ماذا عن جديدك الإبداعي؟ 

  - نعم أشتغل على مشروع رواية تحتاج إلى بعض المراجعة لتكون جاهزة للنشر. وهناك مجموعة قصصية تتطلب هي الأخرى مزيدا من الوقت لمراجعتها. ورواية : العودة التي لا أعرف كيف أنهيها فالكثير من فصولها جاهزة لكن نهايتها لم تستقم. كانت تندرج ضمن مشروع ثلاثي يدور حول محور الهجرة وكانت أمواج الروح بدايتها.

 ماذا تقرأ الآن؟    

  -  أتممت قراءة رواية "عزازيل" والمجموعة القصصية : "الشيخ قارون" للكاتب أحمد  بلكَاسم . وللتنويع أعود مرة أخرى  الى": تاج العارفين " و"شرح الحكم".

 كلمة أخيرة للقراء و الأصدقاء في مدينة بركان.

   - أنا فخور جدا بهذه المدينة وبأهلها وبالحركةالإبداعية التي تتوسع فيها يوما بعد يوم. وتضمّ كل الفنون والرياضات فهي تستحق كل تكريم وكل خير.  
  وأتمنى المزيد من التراكم النصي في كل الأجناس الأدبية شعرا وقصة ورواية ومسرحا                                                                      
أعدّ الحوار : ذ . الحسن رزوقي



مصطفى شعبان
في ثانوية ملوية ¤ بركان
03.11.2011
© Yamal



أغلفة مؤلفات مصطفى شعبان


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire