احتفاءً باليوم العالمي للشعر تستضيف مدوّنة البستان الشرقي الشاعرة ثريّا أحنّاش، التي نشكرها ونحيّيها كثيراً على تلبيتها الدعوة والإجابة عن أسئلتنا ... ونرجو أن تستمتعوا بقراءة هذا الحوار ... وعاش الشعر والإبداع
الشاعرة ثريّا أحنّاش في تكَافايت تصوير: ج. الخلاّدي |
1 لم الشعر دون الأجناس الأدبية الأخرى ؟
الشعر وحده استطاع أن يلم شتاتي ، أن يمدني بالقوة لأواصل مشوار الحياة وأعبر موج التواصل مع الاخرين ، الشعر هو الفضاء الوحيد الذي أتنفس فيه بارتياح وأصغي فيه لنبض الحياة في عزلتي المتعالية يجعلني أتفوق على عامة الناس، وأتفوق على نفسي من خلال التنقيب في أغوار الذات والتأمل في عريها بعدما كدست مجموعة من التجارب من أجل إعادة تشكيلها عبر اللغة من خلال محاولة الكشف عن مكامن الألم والفرح المتخفية في عمق الروح، الشعر وحده لم يسألني عن هويتي بل احتضنني بدفء ومدني بالقوة وشحنني بدرجة عالية من الطاقة لكي لا أكون ضحية برد قارس فالجليد بدأ يتراكم هنا وهناك و يعري أزمنة الدفء في غياب الشعور .. ولا بد من القصيدة لنستمر في الوجود .
2 حدثينا عن تجربتك في نشر أشعارك ؟
أول خاطرة إبداعية كتبتها مباشرة عندما قرأت قصيدة أبي فراس الحمداني « أراك عصي الدمع » تأثرت بمحتواها فنسجت على منوالها وبنفس قافيتها دون أن أراعي ضوابط الوزن لأنه بكل بساطة لم تكن لدي معرفة به وبمقاييسه ... اكتشفها أستاذ اللغة الفرنسية صدفة فعمل على نشرها في المجلة الحائطية لإعدادية ابن بطوطة التي كنت أدرس بها بأكليم وكان عمري 13 سنة . واصلت بعدها الكتابة، خاصة الخواطر والمذكرات وأنا أعيش بالقسم الداخلي في وجدة ثانوية للا أسماء، جلها تصب في نهر الغربة والحزن، كنت أكتبها ثم بعدها أمزقها حتى لا يقرأها أحد . بعدها انتقلت إلى ثانوية الليمون ببركان، فنشرت أول قصيدة في المجلة الحائطية مع تعليق نقدي لأستاذي في اللغة العربية، وهي قصيدة ظلال منشورة في ديوان مرايا عشتار سنة 1994
أما البداية الحقيقية فكانت مع برنامج إذاعي كانت تبثه إذاعة الجزائر بعنوان « أقلام على الدرب » لمعده الدكتور علي ملاحي أستاذ مادة النقد بجامعة الجزائر، هذا البرنامج يهتم بمقاربة التجارب الشابة في العالم العربي ويوجهها في الميدان الأدبي . شاركت بقصيدتين حصلتا على تنويه من البرنامج وشجعني على المضي في هذا الطريق والنشر في الجرائد الوطنية .. وكنت بعدها أتابع البرنامج من حين إلى حين آخر فأجده ينوه بالأقلام الجادة التي اكتشفها البرنامج في الجزائر وفي بعض الدول العربية منها قلم ثريا أحناش من المغرب الشقيق.. كلمات كانت زادا أتزود به وماء أروي به عطشي للمضي في متاهة الكتابة والإستمرا ر فيها رغم العقبات التي تقف حاجزا دون الوصول..
من حيث النشر : بدأت بالنشر في الجرائد المحلية والجهوية وبعدها افي الجرائد الوطنية وبعض الملاحق الثقافية. وشاركت في برامج إذاعية كبرنامج حدائق الشعر للمرحوم الشاعر الكبير الدكتور محمد بنعمارة على أمواج إذاعة وجدة وبرنامج أصوات شعرية للشاعر حسن مارصو في إذاعة طنجة ...
وفي سنة 2010 أصدرت أول ديوان شعر بعنوان ليكن الليل لتكن القصيدة وكان من الأعمال المنوه بها في مسابقة إذاعة طنجة للديوان الأول . تكلفت بنشره مكتبة أم سلمى الثقافية سلسلة إبداعات تطوان . وفي نفس السنة أصدر ديواني الثاني بعنوان مرايا عشتار في مطبعة تريفة بركان على نفقتي الخاصة .
3 ما الأعمال الإبداعيّة التي أثّرت في رؤيتك الشعريّة؟
جل مؤلفات جبران خليل جبران التي كنت ألتهمها التهاما وأنا ما زلت فتية لدرجة أنني تأثرت بفلسفته في الحياة ورومانسيته أذكر أن أحد أساتذتي في ثانوية الليمون لما لاحظ افتتاني وولهي بهذا المبدع نصحني بعدم إدمان مؤلفات جبران لأنها ستفسد عقلي وتؤثر سلبا على نفسيتي لكنني طبعا لم أعمل بها جعلتني نصيحته أكثر إصرارا على ولوج مداخل أدب هذا العبقري فواصلت البحث في أسرار حياته وتجربته الإبداعيته ورؤيته للشعر والحياة وكان موضوع البحث الذي أنجزته لنيل الإجازة في الأدب العربي هو عن (تأصيل مفهوم الشعر عند مدرسة المهجر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة نموذجا )
أيضا شعر بدر شاكر السياب، محمود درويش، أمل دنقل، عبد الوهاب البياتي، أبو القاسم الشابي، أبو فراس الحمداني، ومن الشعراء المغاربة عبد الله راجع .
4 ما جديدك الإبداعي ؟
ديوان مخطوط بعنوان تعاويذ الماء
5 ماهي انطباعاتك حول الحركة الثقافية بالجهة الشرقية ؟
بدأت تعرف انتعاشا على يد بعض الجمعيات الثقافية الجادة التي تحمل على عاتقها هذا الهم الثقافي من أجل تنظيم مهرجانات وملتقيات أدبية للإحتفاء بالمبدعين وتنظيم لقاأت أدبية في الشعر والقصة والرواية والمسرح .كما تحتفي بالإصدارات الجديدة للكتاب الشرقيين ..كما لا أخفي الدور الذي يلعبه المقهى الأدبي بوجدة في المساهمة في انتعاش هذه الحركة .
كما أجد الحركة الأدبية في الجهة الشرقية من حيث الإصدارات زاخرة بأسماء مبدعين في كل المجالات منها الشعر والقصة والرواية والمسرح باعتبار رائد المسرح الإحتفالي من مدينة بركان الأستاذ عبد الكريم برشيد ، كما ظهرت أسماء أدبية جديدة في السنوات الأخيرة ننوه بإبداعاتها الجادة كالروائي عبد الباسط زخنيني الذي ينحدر من مدينة بركان والذي حاز على جائزة 2م للإبداع السردي وأسماء أخرى بدأت تحط أول خطواتها في الساحة الثقافية المغربية .
6 غير كتابة الشعر ماهي هواياتك الأثيرة ؟
هواياتي هي : القراءة، السفر، البحث في التراث، الطبخ والعمل الجمعوي .
ليكن اللّيل .. لتكن القصيدة شعر ثريّا أحنّاش مكتبة سلمى الثقافية إبداعات :11 مطبعة آنفو برانت فاس ط 1 ـ 2010 |
مرايا عشتار شعر ثريّا أحنّاش مطبعة تريفة بركان ط 1 ـ 2010 |
أعدّ الحوار : جمال الخلاّدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire