أنا.. أنا الزعيم الحاكم الذي ترنو إليه جبابرة
نصف الكرة الأرضية، ليس لي الحق في المشي في الشوارع، والوقوف عند الكشك الصغير، وشراء
ما أريد وأشتهي!!
أنا الكبير الأكبر من كل كبير، أنا المتحكم في كل
أمور الدنيا.. أنا الفعّال، المِفعال، الرعديد، الصنديد، ليس لي الحق في الخروج من
قصري وحدي؟ والمبيت عند أصدقائي أو صديقاتي !!
أنا محروم من شم روائح حدائقي!
أنا محروم من
الدخول إلى الحمام البلدي ! محروم من
الاستلقاء على ظهري أو على بطني أو كيف أشاء ومتى أشاء!
أنا.. أنا الزعيم الحاكم، الرجّام، الراجم، الرجيم،
المُطاع، المُختال، القاتل،
القتال، الجارِح، الجرّاح الذبّاح، المُراوغ، المُتبجح،
المُفلق، البَتّار، القنّاص، المستأسد، الفاسد، الفسّاد، المفسد، والمستفسد، ليس من
حقي أن أحمل قطعة نقدية بسيطة في جيبي مثل جميع خلق الله!!!
أنا الزعيم ليس من حقي أن أجلس مع صديق حميم في
مقهى بسيط، لأنه ببساطة ليس لي أصدقاء!!
أنا الزعيم الأكبر.. ليس من حقي المشي في الأسواق،
حيث صُورٌ بالأَسْود والأبيض لنسوة يفترشن الأرض، ويبعن بَيْض دجاجاتهن!
أنا الزعيم ليس من حقي أن ألامس أجساد الناس، وأن
لا أشم عرق البسطاء الذين ليس لهم أنهار ولا أودية ولا بحار.
أنا الزعيم الأكبر، محروم من الجلوس وحيدا تحت شجرة
إذا ألمّ بي التعب، والشرب من ماء غدير، أو جرّة وضعها أحدهم على قارعة الطريق رغبة في أجْر ربه وثوابه.
أنا الزعيم ليس من حقي الخروج للخلاء وحدي !!
أليس من حقي أن أتفقد أقفاص حيواناتي؟؟
وأن أزور سجون بلادي وحدي؟؟
أليس من حقي أن أؤدي فواتير الماء والكهرباء وحدي؟؟
أليس من حقي أن أركب تاكسي صغير
في يوم قائظ، وأطل من النافذة على بائع السمك، والبنّاء، والحدّاد، والدهّان، ونادل
المقهى وهم يعملون؟؟
أنا أشكو همّي لشعبي لعله يفهمني، وشعبي يشكو همه
لله لعله يحقق مُبتغاه.
معمّر بختاوي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire