ترحّب مدوّنة البستان الشرقي بالمبدع محمد العتروس في فضائها، راجية لزوّارها الكرام أن يجدوا في قراءة هذا الحوار المتعة والفائدة
المبدع محمد العتروس |
1 حدّثنا، من فضلك، عن بداياتك الإبداعية!
- البدايات دائما صعبة لكنها بالمقابل ممتعة لها طعم اللذة الأبدية.. البدايات أيضا تأتي مغلفة بالدهشة والفرحة والاستكشاف، استكشاف الجديد والممتع. أنا ما زلت أعيش البدايات بكل الألق والدهشة والفرحة والمتعة الأولى. في سنة 1986 كنت طفلا (هل قلت جديدا) أحبو على درب الخربشات، أرسلت ما أسميه تجاوزا نصا إلى مجلة مشرقية للأطفال ونشر على صفحاتها.. الفرحة كانت عارمة والدهشة كانت أكبر وأنا أتوجه إلى مكتبة "عدلي" لأبتاع منه نسختي ثم فيما بعد ابتعت نسخة ثانية فثالثة بعد أن تدبرت أمر النقود ووزعتهما على الأهل. في 1988 نشرت قصة في جريدة "أنوال الثقافي" إلى جانب أدباء مغاربة وعرب مرموقين. من يذكر "أنوال الثقافي" الجريدة المتخصصة الوازنة؟ لم أصدق ذلك.. ابتعت العديد من النسخ ووزعتها. بعد ذلك أصبحت أنشر في عدد كبير من المنابر الوطنية والعربية والمهجرية. وشاركت في ملتقيات أدبية كبرى وأذيعت لي بالمغرب والجزائر العديد من القصص والأشعار والمسرحيات كما سجلت بالتلفزة المغربية مسرحية للطفل بعنوان "الصرخة". وفي 1994 وقعت شهادة ميلاد المجموعة القصصية الأولى "هذا القادم.." والبقية تعرفها أخي جمال.
2 منجزك الإبداعي متمحور حول السرد : قصة قصيرة ورواية ... لمَ اختيار السرد للتعبير عن رؤيتك للعالم والوجود؟
- لم أختر السرد للتعبير عن رؤيتي للكون والعالم والوجود والإنسان، ربما كان هناك دافع خفي في جيناتي العميقة يدفعني إلى السرد. ربما لأنني سارد رغم أني كنت قليل الكلام وأنا صبي، ربما لأنني كنت أتقن الاستماع للآخرين والاستمتاع بحديثهم وهم يسردون قصصهم ومغامراتهم بل وأكاذيبهم و"فيوشهم" وكان لي موهبة كشف الحقيقي من الزيف في أخبارهم. وربما لأنني كنت كثير الاستماع إلى والدتي وهي تقص علي الحكايا وإلى جدتي وهي تتحدث عن الأشباح بكل تلك الثقة وعن "عمارة الدار" التي كانت "تخاويها" والتي كانت تترك لها حقها من الكسكس كل جمعة تلك المرأة ذات الشال الأحمر. وربما لأنني كنت كثير التردد على السوق الأسبوعي و"الحلايقية"، وربما لأنني كنت كثير القراءة وربما... ربما فقط لأنني كنت حكاء بالفطرة في وجود آخر.. لا أدركه لكني نتيجة له الآن فأصبحت ساردا. لكن هذا لم يمنع من أنني كنت أقترف الشعر وأقترف المسرحية وأقترف النقد.. أنا بدأت شاعرا رثائيا وملتزما وعاطفيا ثم انتهيت قاصا روائيا. فهل يعني هذا أنني اليوم سارد فحسب؟ لا.. أنا أشتغل على وبالأجناس الأخرى من أجل رفد وإغناء تجربتي السردية.
3 أقدمت على مغامرة إصدار مجلة ثقافية، فصلية ورقية : مجلّة ديهيا، متبوعة بسلسلة منشورات تحمل الاسم نفسه ... هلاّ تفضّلت بتوضيح أهداف هذا المشروع الجريىء؟
- كما وضحت في مناسبة سابقة ف"ديهيا" هي مشروع ثقافي وحضاري محلي وجهوي ووطني طامح لخدمة الثقافة والأدب يأتي في سياق ما تتطلبه المرحلة من انخراط في التنمية البشرية والمجتمعية الوطنية والجهوية والتي يجب ألا يستثنى منها الشق الثقافي. وهي منبر حر فاعل ومنتج ومنفتح يطرح الأسئلة الراهنة ويعيد صياغتها وتشكيلها ويبحث في إمكانيات الإجابة عنها أو على الأقل يساهم في ذلك. وتسعى أن تكون إضافة نوعية وكمية لمثيلاتها في الصحافة الثقافية كما تهدف إلى تشجيع التلاقح بين الأجيال والتعريف بالأدباء المحلين .
4 تعدّ من مؤسسي جمعية أبركان للثقافة والتراث، التي أصبحت، بفضل عملها الجاد، أبرز جمعية ثقافية في مدينة بركان، كما تحمّلت، مشكوراً، رئاسة مكتبها الثاني ... إذا كنت بصدد تقويم تجربتك الجمعويّة هذه، فماذا تستخلص منها؟
- كما قلت في أحد الحوارات السابقة، أنا كائن جمعوي بطبعي، ولدت جمعويا وسأموت جمعويا، انخرطت في الجمعيات صغيرا جدا لهذا لن أستطيع أن أكون غير جمعوي. أما إذا أردت تقويم تجربتي في جمعية "أبركان للثقافة والتراث" فأظن أن هذه التجربة كانت متميزة وغنية لأنها كانت فعلا مُؤَسِسا لعمل جمعوي وثقافي راق يتميز بالاحترافية والتنوع والفاعلية استفاد مما تراكم من تجارب وخبرات ومعرفة وعلاقات وطرق اشتغال جديدة على العمل الجمعوي المحلي. والنتيجة أننا أسسنا إطارا قويا وفعلا ثقافيا جادا لا يمكن القفز عليه أو إنكاره. لكن مع ذلك يجب أن نشير إلى مجموعة من الأعطاب التي كان لي – شخصيا - الوعي بمكامنها ولكن نظرا لأنني لم أكن الوحيد في تسيير الجمعية لم أستطع أن أعالجها بالطريقة المثلى: 1 عطب الخلف والانفتاح على الشباب وجعلهم ينخرطون في الفعل الثقافي والإبداعي. 2 عطب المحلية، بحيث أنني والأستاذ عبد الحميد عواج الرئيس الأسبق للجمعية كنا أول من نادى بها وشجع الأدباء والطاقات المحلية على إبراز مواهبهم لكن للأسف الشديد تم فهم هذه المحلية فهما خاطئا مما أدى ببعض الإخوة إلى اتخاذها مطية للانغلاق على الذات وإقصاء الآخر. 3 عطب ما يسمى النخبة، وأقصد أنه يجب أولا خلق هذه النخبة وتأهيلها ثانيا ودفعها لتحمل مسؤولياتها ثالثا. بمعنى أن تكون لهذه النخبة قابلية لتأهيل نفسها.
5 ما جديدك الإبداعي؟
- هناك مجموعة من المشاريع الإبداعية المؤجلة.. من عادتي ألا أكتب تحت الطلب، ربما الإبداع يأتيني دفقة واحدة ثم يختفي، لهذا أنا مقل في الكتابة.. حاليا لدي مجموعة قصصية جاهزة للنشر لم أعطها عنوانا محددا بعد وفي ذات الوقت أشتغل على رواية جديدة.
6 نرغب في أن تذكر خمسة أعمال أدبية تفضّلها، وتحرص على الاحتفاظ بها في مكتبتك.
- خمسة أعمال أدبية؟ هي أكثر بكثير، لكن إن أردت أن أحصرها في خمس أذكر لك فروسية المجاطي وسندباد بوزفور ومتاهات بورخيص وديوان المتنبي واسم وردة إيكو.
7 ما هواياتك غير الإبداع الأدبي؟
- كنت أمارس العديد من الهوايات لكن مع الوقت للأسف لم أعد أمارسها بانتظام كالفن التشكيلي والرياضة كرة السلة واليد والسباحة والرحلات والسفر...
أعدّ الحوار : ج. الخلاّدي
من إبداعات محمد العتروس |
مجلّة ديهيا الصادرة من بركان |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire