هنيئاً للشاعر الحسن رزوقي بصدور ديوانه الثاني، ومرحباً به في مدوّنة البستان الشرقي
قبل الشروع في الإجابة على الأسئلة وجب التنويه
بهذه المبادرة الجميلة التي تقرب المبدعين من القراء ومدونة البستان الشرقي كانت سباقة
لمثل هذا العمل فهي ملتقى المبدعين والمتلقين الذين يلقون على صفحاتها شعرا ونثرا
وألوانا وألحانا ويتعرفون على الجديد سواء كان إصدارات أو ندوات أو توقيعات وكان
لي شرف نشر نص شعري ضمن أوائل النصوص الشعرية
هو "الجلنار" لهذا فالمدونة جزء مني أتفاعل
معها باستمرار كمتلق و كشاعر...
1 حدّثنا، من فضلك، عن قراء اتك الأولى التي أثّرت
في اختياراتك الإبداعية!
أنا من مواليد 1956 خلال المرحلة الاِبتدائيّة لم
نكن نعرف غير اسمين أو ثلاثة هم : معروف الرصافي وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم وجاءت
المرحلة الإعدادية وتمدد ت لائحة الشعراء لتضم أسماء كثيرة منهم القدامى كزهير بن
أبي سلمى وحسان بن ثابت والفرزدق وغيرهم ومنهم المحدثون كهارون رشيد وإبراهيم طوقان وأبي القاسم الشابي وعبد المالك البلغيثي وآخرون ولم أسمع بالشعر الحر إلا
في سنة 1975 مع أستاذنا أنذاك السيد الحسين الطاهري الذي أكنّ له بالمناسبة تقديرا
خاصا لأنه فتح لنا آفاقاً جديدة في القراءة وكانت البداية مع الفيتوري والسياب ومحمود
درويش والبياتي .. كما أن الفترة كانت فترة حراك سياسي واجتماعي جد نشيط جعلنا احتكاكنا
بالطلبة الجامعيين نتعرف على أسماء أخرى مثل مظفر النواب، عبد الله زريقة، عبداللطيف
اللعبي، غارسيا لوركا، بابلو نيرودا، ناظم حكمت .. ونحن مازلنا في المرحلة الثانوية
وقد جربت منذ ذلك الوقت الكتابة ونظم الشعر ولا زلت لحد الآن أحتفظ بدفتر خاص فيه
الكثير من الخواطر والأفكار ولكنها معظمها لا يرقى إلى قصائد ولا تصلح للنشر وإن كنت أرسلت بعضها إلى بعض المنابر الإعلامية كجريدة العلم ومجلة العربي والبرنامج الإذاعي
"ناشئة الأدب الذي كان يشرف عليه المرحوم إدريس الجائي ... ولا زلت أذكر أول نص نشرته لي جريدة الاِتحاد الاِشتراكي وكان عنوانه : أعراس في الظل وكان
ذلك في بداية الثمانينيات وقد احتفظت به إلى جانب نصوص أخرى نشرت في مجلة اليوم السابع
اللندنية سنوات ولكنها ضاعت مني / كما شاركت في عدة أمسيات شعرية كانت تقيمها تعاضدية
طلبة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات تضامنا مع الشعب الفلسطيني
2 كتبت نصوصاً شعريّة منذ ثمانينيات القرن الماضي ، ولم تصدر ديوانك الأول
إلاّ نهاية العقد الأول من قرننا الحالي، فما دواعي هذا التأخر في النشر؟
هناك ثلاثة أسباب رئيسية أولها لكي تلج عالم الكتابة
عموما والنشر خصوصا يجب أن تكون محسوبا على جهة سياسية أو جمعوية تستأجر لك مظلتها
الإيدلوجية مما قد يقيد حريتك في الإبداع ويجعلك أسير المواقف السياسية التي لم تشارك
في صياغتها .. ثانيا مناخ الحريات كان مزاجيا ومتقلبا إلى حد كبير والنشر قد يسمح
به ثم يمنع ويجمع من الأكشاك والمكتبات كما لو كان علب سردين منتهية الصلاحية و قد
تجد من يتبرع عليك في مخفر ما بتهمة " المس " و"كل ما من شأنه"
فتنتهي حيث انتهى علي أزايكو وعبد الله زريقة وعبد اللطيف اللعبي وآخرون .. السبب
الثالث اقتصادي محض فالمطابع كانت ترفض طبع أعمال تقل أعدادها عن 5000 نسخة وأخص بالذكر
دار قرطبة للنشر التي طلبت مني سنة 1987 مبلغ 27000 درهم ل 5000 نسخة زيادة على دار
التوزيع التي طلبت 40% من ثمن البيع الذي اقـتُـرِح علي أنذاك ولم يكن رصيدي البنكي
في ذلك الحين يتجاوز 2000 درهم في أحسن الأحوال
3 تعرف مدينة بركان ، مسقط رأسك ومستقرّك ، حراكاً
ثقافيّاً ملفتاً... ما انطباعاتك حول الأمر، باعتبارك مبدعاً؟
هذا الحراك الثقافي رغم أنه يحرك المياه الآسنة
في مدينة فلاحية بامتياز ورغم كل إيجابياته هو حراك خادع لأن معيار الثقافة هو مدى
انتشارها وليس عدد المبدعين .. هؤلاء المبدعون الذين يكتبون في صمت ويتجشمون عناء
الطبع والتوزيع وحضور كل المحطات الثقافية كالمهرجانات والأمسيات وحفلات توقيع
المؤلفات الأدبية بالمساندة والدعم لا يلتفت لهم المسؤولون المحليون و الوطنيون على
حد سواء مع العلم أن الملصقات والمنشورات الاِنتخابية تعج بالوعود والأمنيات وتبشر
بنهضة اقتصادية وثقافية وشيكة .. كما أود الإشارة إلى أن حركة النقد لا تواكب حركة
الإبداع مع استثناء ات قليلة مما يوحي أن نصوص المبدعين لا ترقى إلى المستوى المطلوب
4 ما اقتراحاتك للاحتفال بالشعر في يومه العالمي؟
كل ما أخشاه هو أن يكون رجال الإدارة التربوية في
المؤسسات التعليمية يرحبون بالمبدعين والشعراء ليس احتفاء بالشعر وانتصارا للثقافة
وإنما تنفيذا لمذكرات وزارية تختم بكتابة تقارير على شاكلة كولو العام زين
" ...أما إذا كان تخوفي مبالغا فيه وليس في محله فإن الاحتفال يصبح ضرورة وليس
ترفا كما أن مكان الاحتفال يجب أن ينفتح على أوسع جمهور ممكن ويغادر أسوار المؤسسات
التعليمية لكي لا يبقى الإبداع شأنا تعليميا يدور في حلقة مفرغة .. كما أقترح بالمناسبة
جمع الإبداعات التي تتوفر فيها شروط النشر في دورية سنوية بمبادرة من جمعية ثقافية
أو جماعة حضرية كي تصل أكبر عدد من القراء وتعيين نص فائز ولو بجائزة رمزية.. المهم
أن يكون الاحتفال ثقافيا وليس طقوسيا ..
5 ما جديدك الإبداعي؟
أنا الآن أنتظر سحب ديواني الثاني "مد الكلام ..زجر السكون" عن دار الجسور بوجدة وسينزل للسوق مع نهاية مارس الجاري وأشرع
مباشرة في الإعداد لديواني الثالث حتى أتمكن من نشر كل نصوص ثمانينات وتسعينات القرن
الماضي وأتفرغ لنصوص العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ..لأنني بكل صراحة أريد
أن تظهر كل نصوصي على الورق كما أريد أن يستمتع القارئ بنصوص حديثة ويفهمها حسب سياقها
الحالي
6 هل لك أن تذكر عناوين خمسة أعمال أدبية ترغب في
قراءتها ولمّا تسمحْ لك الظروف بذلك؟
أنا في الحقيقة مولع بالأدب العربي والتاريخ القديم لذلك أحب قراءة الجديد كما يهمني النهل من كتب التراث وفهم الأمور على حقيقتها دون تأويل يغلب الجانب الأيدولوجي ويغلف الواقع بستار من الطهرانية الزائفة لذلك فأنا برمجت اللائحة التالية ضمن اهتماماتي
الأعمال الكاملة للروائي السوداني الطيب صالح
المتشائل لإميل حبيبي
اسم الوردة
الكتب التراثية وعلى رأسها العقد الفريد/ طوق الحمامة
/ طبقات ابن سعد
رواد الشعر الفارسي : رباعيات الخيام / حافظ الشيرازي
/ جلال الدين الرومي...
7 ما هواياتك
غير الكتابة الأدبية؟
أحب كثيرا الاستماع للموسيقى الكلاسيكية وأغاني
محمد عبد الوهاب على وجه الخصوص كما أحب المشي والرحلات إلى خارج المدن للاستمتاع بجمال
الطبيعة
مع تشكراتي
الشاعر الحسن رزوقي |
أعدّ الحوار : ج. الخلاّدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire