©Yamal
¤
الأناشيد و المراثي يليها مدن الرماد
الشاعر عبد الرحمن بوعلي في الملتقى الثقافي الثاني
بركان : 21.05.2009
**
**
قبض و ريح
¤
مرّت حوافرنا
على الأرض الخفيضة كالسراب
و دنتْ منازلنا العنيدة في العذاب
و على الجبال نما الجليد
و تكوّمت أطرافنا مثل الحديد
و نما السكون المستعاد
حتّى رؤانا لم تعد مثل الرؤى
فكأنّما الأجراس دقّت
في كنائسَ من حديد
و كأنّما الأغصان مادت
في الجبال و في المطر
و تجهّم الصمت المهيبُ
أَ و لم تكن أجراسنا تذرو الرياح ؟
أَ و لم تكن تيجاننا قبضاً و ريح ؟
¤
¤
يا حاديَ العيس
¤
يا حاديَ العيس الجميل
يا حاديَ العيس المداسَ بياقتي
إنّا هنا، كالماء نزرع بسمتكْ
و نضمّ في الصدر العليل مواجعكْ
و نتيه في غَبَش الظلامْ بلا مطرْ
و نئنّ في جبّ الجليد
كواسح أطرافنا
و كواسح أحداقنا
و نطاعن الأحلام في يوم بئيس
و نعيش، قد نحيا
إذا سقط المطرْ
و نرجّ صدرك بالجراح و بالرياح
إذا سقط المطرْ
¤
¤
مرّي عليّ
¤
مرّي عليّ بباب قلبي
و افتحيه لشارع أعياه منزلك الجميلْ
و أوقد الحزن المعنّى شمعَه البالي
مرّي و دقّي الماء في صمت الهجير
و لهفة الشجرات
هيهات أن تتوحّد الأشباحُ
في زمن صغيرْ
أو تنازعَ وحدتي
هيهات أن يأتي خريركِ
في الحقول الواسعاتْ
إذا مضى الغيم الكسيح بأنهري
و إذا الغياب تبخّرت أوقاتهُ
و إذا الطريق تلبّدت عرصاتهُ
و إذا دمي كان الهتافْ
¤
¤
رسم على بويب
¤
رسم على البيت المدجّج بالحقولْ
رسم على إغماضة الطفل المهدّد بالذبول
رسم على اللغة الجميلة و الخرابْ
رسم على الذكرى و بائعة العذابْ
رسم يعلّمني ما نسيتُ و ما هويتْ
رسم تكاثف في الفراغْ
و تمدّدت ظلماته المتحشرجة
رسم و أُثْقلُ في المسيرْ
هذا زمان نحن فيه نفاضةٌ
و مراكب غرقى
فيما تبقّى
من نعيق الضفدعة
1986
¤
عبد الرحمن بوعلي
الأناشيد و المراثي يليها مدن الرماد
ص : 50 51 52 53
ط 1 1996
منشورات ضفاف
مؤسسة النخلة للكتاب - وجدة
لوحة الغلاف : الفنان الحبيب بيدة
04 06 2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire