28/12/2009

الزرقاء


الزرقاء بها عطبٌ . عجباً ! فقليلاً ما تتنفّس مرغمةً
و قليلاً ما تسعلُ . أدفعها حتى دار الصنع الأمّ . يقول
الميكانيكيّ محال أن تصلح . هذا النوع قديمٌ . و يدير
محرّكها . هل سافرت بها نحو بلاد أخرى ؟ قلت : أنا
عدت الأمس فقط من وجدة . قال : أساء لها بنزينٌ لا
عطر له . احذر أن تركبها و إذا شئت نصيحتي الق بها
فوراً حيث نهايتها . كلّ حديد فانٍ
أعرضها إذّاك على ميكانيكيّ زنجيٍّ لا أوراق له
يطلب منّي أوراق الزرقاء و كرتوناً يفرشه ما بين
العجلات و يصلحها في الشارع تحت المطر
لم تسعل منذئذٍ قطُّ الزرقاء و لم تتنفّس مرغمةً
أركبها من بركان إلى تطوان . و من باريس إلى غرناطة .
... ... ... ... ... ... ...
يوماً
و أنا أحتاج إلى الطبريّ و بيسوّا و مروج الذهب
بعت الزرقاء لوهرانيٍّ
في تولوز
هي حتماً في الغزوات الآن
تقلّ البنزين
إلى وجدة .
باريس 1 يناير 2008

محمد ميلود غرافي
ديوان : أمضغها علكاً أسود
ص 30
دار جناح للنشر تولوز * فرنسا
مطبعة تريفة بركان الطبعة الأولى
2009





13 08 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire