فيما كنت بين اليقظة و النوم تناهى إلى سمعي صوت والدي ، على غير عادته ذلك الصباح كان مرتفعا بنبرة قلقة ، سمعته يقول لأمي التي انتهت لتوها من تحضير وجبة الفطور: أربعون شيطانا في بيتنا – العياذ بالله – قمت مذعورا أفرك عيني، وأفتحهما متوجسا، من الأربعين شيطانا الذين اقتحموا علينا بيتنا المسكين . شدد والدي لهجته لما رآني أتحسس مكان وجود الشياطين مرتبكا خائفا ، وقال لأمي : أحرقيهم جميعهم . تشجعت بعض الشيء حينما تذكرت قصة قديمة ، قصة تلك العجوز التي بمكرها و دهائها استطاعت أن تسجن الشيطان داخل زجاجة، استطاعت أن تذل ذلك المتكبر في جنة الله، ذلك الرعديد الذي ولى مدبرا يوم التقى الجمعان يوم بدر المشهود . نظرت إلى ما ستفعله أمي الشجاعة التي لا تخشى هؤلاء المردة الغزاة ، الذين أقلقوا راحة والدي باقتحامهم دارنا ، التي قضى سنين عددا في الغربة وهو يجمع الصولدي لكحل وراء الصولدي لكحل من أجل بنائها، كانت تسير بخطى ثابتة نحو الكانون، وهي تبسمل وتحوقل تارة، وتستعيذ بالله الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم تارة أخرى، ثم رأيتها تلقي في النار بشيء ما كان في يدها، لما سألتها عن ذلك الشيء ، أجا بتني إنهم الأربعون شيطانا، فتصاعدت ألسنة اللهب تتراقص مرحبة بالضيوف اللا مرحب بهم في بيتنا . فيما كان والدي يتناول فطوره مرددا : راك طفرتو بكري أوليدي ، راك نجحت بكري، والحال ما صبح إلى بقيت عاطيها للكارطة ، و تتوسدها .. عندئذ تذكرت أوراق اللعب الأربعين،
الأربعين شيطانا الذين وضعتهم عند وسادتي قبل أن أخلد إلى النوم في الليلة الفارطة
أحمد بلكاسم
بركان : 28.08.2009
قصة قصيرة جدا
08 09 2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire