28/12/2009

نوستالجيا

Triffa Beni Znassen جبال بني يزناسن تريفة
©Yamal

¤¤

كلّ مساء
حين تنطفئ الشموع في بيتنا
و يختفي الضياء
بعد أن تنفد من صحن جدّي
آخر ملعقة من حساء
آخر رشفة من شاي
بعد الصلاة و الدعاء
تُخرِج جدّتي من ذاكرة السنين
أساطير لا تملأ البطون
لكنّها تروّض الجفون
تحكي جدّتي عن ساحر بلا عصا
يجمد في حضرته الماء
يخشى الدخان من هيبته
الصعود إلى السماء
يسرق الكحل من العيون
يبني قصوراً في رمشة عين
من رمل و طين
لم يرد ذكرها في أسفار الأقدمين
و لا في كرّاسات المعلّمين
تحكي جدّتي عن كيد النساء
عن حروب تشتعل
أشدّ فتكاً من البسوس
عواقبها دماء
و جروح لا تندمل
ضحاياها مئات العبيد و آلاف الإماء
و بقر البطون و جزّ الرؤوس
تحكي جدّتي عن امرأة
اسمها منية النفوس
تلبس ثوباً من ريش
لا يشبه أثواب العروس
كي تحلّق في الفضاء
تحكي جدّتي عن زوجها
المفتون بالبهاء
الذي أقسم أن يعيش قربها
و لو حطّت آلاف الفراسخ
شرق بلاد المجوس
و جاء مساء
طرقت بابَ بيتنا يد المنون
و رحلت جدّتي لدار البقاء
ففاضت بالدمع العيون
و غابت حكاياها
عن الساحر الكبير
و كيد النساء
و نصح الوزير
و ما مرّ في سالف العصور
من سِيَرٍ ترويها العصور


بركان : 25 05 2009
الحسن رزّوقي


31 08 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire