في جلسة ربيعيّة، أمتعنا حديثه عن أيّام دراسته الفنّ بفرنسا : المدارس الفنيّة و برامجها و اتجاهاتها كــ فنّ الأرض و البيئة و فنّ التجهيز ، و غيرها ... و عمّا تخلّل تلك الأيام من تمرّد و معاناة ... ثمّ تشعّب الكلام ...
سأله أحد الأصدقاء عن تصميم الكفن، فانبرى بتلقائية شارحاً، بصوت خفيض يلمس الأعماق، و أنامله تقطّع الوريقات التي كانت تحت فناجين القهوة، و تفصّلها بدقّة عجيبة، و كلامه يخيط البياض الذي سيلفّنا يوماً من آتي أيّامنا ... تابعت شرحه بتأثّر، و لم أنبس بكلمة، إذ أدركت أنّي أمام فنّان ...
إنّه نور الدين ماضران ، الفنّان التشكيلي وليد مدينة بركان ، المتعدّد المواهب، المنتبه بذكاء إلى توظيف العلامات الشميّة و الذوقيّة في الفنون الاستعراضية : عمله المسرحي الكوريغرافي مجنون ليلى مثالاً ... أعماله تستحقّ الانتباه و التقدير، و مشاريعه ثرّة طريفة و هامّة، غير أنّ العين كليلة و اليد قصيرة في بركان ...
أترككم في فيء ألوان هذا الفنّان الرحّالة، الساعي إلى فنّ أرضيّ سلاميّ، جامعاً بين القبسات الصوفيّة و الرمزيّات المازيغيّة ...
فلكم العين لكم المتعة
23 04 2009
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire