28/12/2009

فقرات من كتاب الحالات


الى عبد الرحمن بوعلي في عودته الى رحم المحبرة
الفقرة الاولى

جسد يلبس النحافة .. أضلاع تعاند البرد والطائرات التي مرت ذاك المساء لم تغفر تعبي ..النجوم تسلقت شجر الظلام والقبائل علي أعلنت كل أشكال الحروب .. أفتتك أيها العالم كل صباح بين ألاصابع .. أعجنك خرائط وجغرافيات كي أمنح في غفوتي تفسيرا آخر للوهم.. يبتسم الوطن في دمي .. تتسع السماء في حدقات العصافير .. المدن شاحبة .. المتاهات كشفت سر التفاصيل ..الحقائب المجمعة أشفقت على خطاي والقطارات من بعيد لوحت بقميصي وتركت جسدي عاريا في وجه الفصول

الفقرة الثانية

هنا الليل يمشي في النهار والنهار لا يمشي في الليل .. هنا القلب تتشرد فيه المواويل .. هنا ضجري ، أمنح تفسيرا آخر للوعة الرحيل، أخبئ انخطافاتي في دهاليز الروح كي أفك ما جمعه الليل لي من طلاسم ووحدي .. وحدي أشيد خرابا لهذا الخراب

الفقرة الثالثة
لك صباح أيها الليل .. لك بعث أيها الموت .. لك أيتها الأنهار الضفاف .. لك أيها الجسد الندوب وأنت وأنت أيتها العقبان لك الجثث، لك الدماء ولنا، نحن أن نرصع الكلام ، لنا أن نغير الجلود كما نشاء .. لنا ان نتكئ على الخسارات كما يحلو ، لنا النهايات والبدايات لنا الدروب الضيقة والساحات الوسيعة، لنا
انحرافات الوقت ، لنا ... الفراغ.

فاصل الفقرات
(اختفى في الطريق
كان القمر الزئبقي عاليا
طير على الشجر صاح
قصة عادية، بسيطة
لم ينتبه أو يلتفت احد
بين مصباحي شارعين
كانت بقعة دم كبيرة )

الفقرة الرابعة

لك أن تمتص شغب المساء وهو يطلع عاريا من تحت معطفك البني لك أن تتملى أضواءها ، كل ليلة، كي تعد الندوب التي في قدميك، مليلية : لأزقتك المعجونة بالخطى أن تفتح ما تشاء من الأبواب وتغلق مـــــن الممرات ما تشاء ، لجبال الريف أن ترتل آياتها المقدسة على كل من عبروا ومن رحلوا ولي أن أبقى نزيلك أهرب فوضاي صوب شتات الضلوع ، مليلية: لك أن ترممي ما تبقى في من الضحكات ، فدربا، دربا وأرى صورتك في دمي تكتمل ، تنغل في شراييني كما الوجد ، تتقصني فيك الدروب ، يناطحني ظلي ويحن الي شجر الطرقات . هل أشهد أنك سيدة الجهات ؟
الفقرة الخامسة

أسافر، أصحو من الشرود وأشرد من الصحو، أهز رأسي مرات ومرات كي أنتبه ، أنتبه فأجد نفسي شريدا طريدا يلسع جسدي برد المسافات جسد ينام على ضجر ، رحى الساعات تدور وأنا أدور .. بحر، نخيل .. أقدام خفيفة، أفواه باسمة، عناقات . أصحو من الشرود فيعجبني المشي في الطرقات وحدي ، أبحث في حياتي المبهمة عن أوقات الانخطاف الجميلة .. أجمع أشيائي المبعثرة كي أرتبها في هذا الخواء الطافح بالهزل .. أتذكرك : شامخة أنت هناك كالموت وغامض أنا هنا كالقدر ، يطوقني الضجر والسفرالمفروض والذكريات الحزينة ،، أ نسيناك ؟ آه، أيتها المدينة/ المرأة الشاهدة وحدها على عريي وحزني ما أقساك
الفقرة السادسة وليست اخيرة

قلت ، ذات مساء، للنفس : أ تراك يا صاحبتي تتنبئين بعود الحمام أم ببركان يستجمع ،الان، أنفاسه ؟ قالت : سر أيها القلب ، سر إلى أسرارك الصوفية قلت أ ...س .....ي ....... ر. وها أنذا أمشي . . وفي مدينتي الخرافية أوزع عشقي الجارف على العاشقين .. أمشي .. تسكنني رائحة العرا ، أنادي، أيها القلب المسيج بالظنون، ياأيها العراء قولا للشعراء عودوا فقد استبد بي الحنين الى الصهيل

 
* فاصل الفقرات للشاعر اليوناني يانيس رتسوس

 


 
م.بنسعيد
الملتقى الثقافي 2 بركان

24 07 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire