28/12/2009

الجلّنار


*

خلال جولة رِجليّة، عرّجنا على ديارٍ ما زالت أغصان رمّاناتٍ تداعب رسومها، في سفح الجبال اليزناسنيّة...و اختلست صوراً للجلّنار، بعجلة، كأنّي أقول على لسان ذي الرمّة
قفا نحيّي العرصات الهمّدا * و النؤي و الرميم و المستوقدا

... فاستوحى الصديق الحسن رزّوقي ذاك المنظر، فخرج نصّه الجلّناري من بستان ليعود إلى بستان


الجلّنار ! الجلّنار
أ لا يعجبك، يا رفيقي، الجلّنار؟
أ لا يعجبك دفء النار
في أماسي الشتاء
يزهو في المواقد
و تلك العجوز تعدّ الحساء
و تسكب شاياً يتراقص فوق الموائد؟
*
مَن غيرُ تلك العجوز
يسقي شجرة الرمّان
حين تهاجر السواعد
كي نرى الجلّنار
شامخاً في مكانه يحمي الديار
حين يشتدّ الحنين
و تثمر أشجار الصبّار
في الجبين
مَن غيرُ تلك العجوز
يهمّه أمر الجلّنار
بهيّ ذلك الثوب
الذي تلفّه حول الجسد
جميلٌ ذلك الوشم
الذي يزيّن وجهاً أعياه السهد
لعلّ عجوزاً في مثل سنّها
علّمتها، يوماً، كيف تحبّ الجلّنار
و تحمي نفسها من الحسد
كيف تحبّ كلّ أشجار البلد
و تغنّي لزهر للجلّنار
كأنّها تهدهد صبيّةً أو ولد

*
مكناس 30 10 2008
*
الحسن رزّوقي


07 04 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire