28/12/2009

عن حفل توقيع ديوان أمضغها علكاً أسود

من اليسار : محمد غرافي ¤ محمد العتروس ¤ بنعيسى بوحمالة


¤¤¤¤¤


الرباط ـ من محمد العتروس بمناسبة صدور الديوان الجديد للشاعر المغربي المقيم بفرنسا محمد ميلود غرافي عن دار جناح للنشر بتولوز (فرنسا)، نظمت جمعية أبركان للثقافة والتراث حفل توقيع شارك فيه كل من الناقد والمترجم بنعيسى بوحمالة والباحث محمد رحو وذلك بمدينة أبركان، شرق المغرب، مسقط رأس الشاعر.
جاء في كلمة الناقد بنعيسى بوحمالة أن الشعر المغربي الحديث ظل إلى حدود التسعينات يعاني من نقص يتمثل في غياب تجربة تعبر عن الهجرة كما عاشها أو يعيشها الشاعر. وأضاف أن شعر التسعينات عرف أسماء مغربية شابة عاشت تجربة الهجرة وعبرت عنها بكثافة، واعتبر أن تجربة محمد غرافي الشعرية بدءا من ديوانه الأول 'حرائق العشق' الصادر سنة 2002 تشكل قيمة مضافة مهمة في الشعر المغربي المعاصر من حيث احتفائها بالأمكنة مدنا (باريس، تولوز، فيينا، برشلونة...) وفضاءات مفتوحة أو مغلقة (حانات، مقاهيَ، ساحات...). وأشار إلى أن هذه التجربة تتقاطع مع تجارب مهمة في الشعر العربي، ومع تجربة العديد من الشعراء العراقيين في المنفى. وركز الناقد بوحمالة على الموضوعات المحورية التي تناولها الديوان واستلهمها من جزئيات الحياة اليومية (السيارة، الشحاذين، المرأة كمستحيل مثل الشعر، التراث الشعبي، النادل...)
وأشار في الأخير إلى انفتاح نصوص الديوان على قصيدة النثر عبر اعتمادها السرد والحوار والتذكر والمفارقة والسخرية والتفاصيل اليومية...
أما الباحث محمد رحو فقد ركز في مداخلته على مجموعة من الأمور ميزت الديوان أهمها قلق السؤال والاحتفاء بالتراث واللغة التي صاغ بها الشاعر نصه. فالشاعر مهووس بقلق السؤال الذي اتخذه سبيلا لإبراز حالات عديدة عاشها في المهجر منها مثلا الوجه العنصري في الغرب كما يظهر من قصيدة نشاز. ثم أشار الباحث إلى احتفاء الشاعر محمد غرافي بالتراث وذلك عبر استحضاره لمجموعة من أعلامه وحضور نصوص موازية في النص الشعري وتمثل أهم مظهر من مظاهر هذا الحضور في نص غزالها والنوار الذي احتفى فيه الشاعر بفن أصيل هو فن المشيخة ممثلا في شخص الفنانة الشعبية الراحلة الشيخة الريميتي. وختم مداخلته بالحديث عن اللغة التي حاك بها الشاعر قصيدته واعتبرها لغة شعرية تخزن لغات عدة.
قبل أن يسدل الستار عن اللقاء بتوقيع الكتاب استمتع الجمهور بقراءة جميلة لبعض قصائد الديوان بصوت الشاعر تلتها بعد ذلك شهادة حاول فيها أن يوضح رؤيته للشعر وللقصيدة. أشار بداية إلى أنه ارتأى أن يكون المضغ المضمن في ثنايا عنوان الديوان عكس التصور السائد، فعلا جماليا. ثم عقد مقارنة بين حرائق العشق الديوان الأول الذي كان تجربة تجمع بين الامتداد والقطيعة (النص الغنائي والنص الومضة)، وبين 'أمضغها علكا أسود' الديوان الجديد الذي جاء بعد فترة تفكير وقراءات طويلة للشعر العربي عامة والفرنسي المعاصر.
واعترف الشاعر أن الجانب الموضوعاتي في قصيدة النثر أغراه لتأتي قصائد الديوان على شكل أقصوصات قصيرة تلتفت إلى الهامش، وهكذا جاء اشتغاله على الأمكنة بديلا عن انشغاله بالذات مؤكدا على تشبثه بالتفعيلة دون اعتبارها الدائرة المقدسة والمغلقة والنهائية للشعر العربي. وفي الختام أشار إلى أن الجديد بالمقارنة مع ديوان 'الحرائق' هو 'اعتماد العين في هذه النصوص واللمحة الساخرة والقبض على السواد في حيز يبدو أبيض وكذا في اختبار الذات واستدراج الطفولة إلى فضاء الحيرة والقلق وتكسير الحواجز بين فصاحتين: لغتنا اليومية ولغتنا المناسباتية'.
نقرأ في إحدى قصائد الديوان:
في المقهى الشعبيِّ بتولوزَ رأيتُ النادلَ عُمَرَ المكناسيَّ العاشقَ يبكي مثلَ أبي عبْدِ اللهِ. رأيتُ عجوزاً تشربُ آخرَ كأسٍ وتقولُ وداعاً سأموتُ غداً وزبوناً يقرأُ دوْماً أزهارَ الشرِّ وطُلاباً عرَباً يحتفلونَ بآخرِ يومٍ شرعيٍّ لإقامتهِمْ وشُيوعيّينَ منَ القرنِ الماضي وبَغايا في السّتّينَ وبائعَ وردٍ هنديّاً قالَ تعبتُ ونامَ على كرسيٍّ خَشَبيٍّ...ورأيتُ البوليسَ السّرّيَّ يَعُدُّ مساءاتي كأساً كأساً ليُقَرّرَ إنْ كنتُ صحيحاً طاليبانيَّ النـزعةِ.

محمد العتروس عن القدس العربي

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2009\09\09-08\07m11.htm&storytitle=ff'أمضغها علكا أسود' للشاعر المغربي محمد غرافيfff&storytitleb=&storytitlec=





12 09 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire